كأن منطقة الهرمل لا يكفيها ما تعانيه من أهمال وفقر وحرمان، يصل إلى حد الفعل المبرمج، كما يرى كثير من أبنائها، حتى تصبح مسرحاً لأحداث أمنية «غامضة» تزيد من قلق أهلها. عند الساعة الثامنة من صباح أمس، انفجرت عبوة ناسفة أمام منزل لأسرة من آل علّوه، أدّت إلى إصابة أحد أبنائها بجروح خطرة.تلقّت «الأخبار» اتصالاً من شاب في الهرمل، تحدّث فيه عمّا رآه هناك، قبل أن يشير إلى «حالة القلق والترقب لأحداث هائلة يمكن أن تحصل بين عائلة الشاب المصاب وعائلة ناصر الدين التي بينها وبين العائلة الأولى ثأر عمره سنتان تقريباً». أوضح الشاب أن خلفية انفجار العبوة، على ما يبدو، هي «عملية ثأر من عائلة القتيل، الذي كان قد قتل على يد والد الشاب الذي أصيب بالعبوة، علماً بأن والده كان قد سلم نفسه إلى الدولة وما زال موقوفاً منذ سنة و8 أشهر بلا محاكمة».
أحد الذين تابعوا حادثة أمس رأى أن ما حصل «هو أكثر من انفجار عبوة، هو على ما يبدو دق إسفين بين العائلات في المنطقة، وقوى الأمن والدولة كلها متورطتان في ذلك، بغية إظهار الدولة على أنها تحقق إنجازات».
اتصلت «الأخبار» بمسؤول في قوى الأمن في منطقة بعلبك ـــــ الهرمل، وسألته عن تفاصيل ما حصل، فتبيّن ـــــ بحسب المسؤول ـــــ أن القوى الأمنية لم تعلم بأمر الحادثة إلا بعد مرور 4 ساعات على انفجار العبوة، وذلك رغم ضخامة الانفجار الذي أكّد بعض الأهالي «أن كرات حديدية كانت في العبوة تطايرت على مساحة 700 متر، وأثار الانفجار عموداً ضخماً من الدخان».
المسؤول الأمني قال، بناءً على التحقيقات الميدانية الأولية، إن «الشاب المصاب كان يفكك عبوة وضعت سابقاً في مكانها، لكنها انفجرت من طريق الخطأ»، لافتاً إلى وجود «ثأر بين عائلة المصاب والعائلة الأخرى، لكن الظاهر أن عائلة المصاب حاولت إلصاق المسؤولية بالعائلة الأخرى في وسيلة ضغط للإسراع في إتمام المصالحة بين العائلتين».
أحد المقربين من الشاب المصاب استغرب «تحليل» القوى الأمنية للحادثة، مشيراً إلى أن هذا القول «يزيد من الاشتباه في تورط أجهزة استخبارات في هذه العمليات لإيجاد فتنة، وخاصة أنها ليست العملية الأولى التي تحصل في المنطقة في الآونة الأخيرة، والتي للأسف لم يغطها الإعلام كفاية»، داعياً جميع من يهمهم الأمر إلى زيارة المنطقة للتأكد مما يحصل، والوقوف على هموم العائلات.
هكذا تنام الهرمل على وقع شائعات عن محاولات للرد على العبوة بعبوة أخرى، وقلق يساور القاطنين في المنطقة، فيما غياب الأمن، فضلاً عن الفقر والحرمان، يستشري على مرأى جميع المسؤولين ومسمعهم.