نصحت الدول المانحة تعاونية حولا بإنتاج صابون بارد بدل اللجوء إلى الغلي في عملية تصنيع تستغرق المزيد من الوقت والكلفة.وقد أقامت “جمعية الشبان المسيحية” دورة تدريبية لأعضاء التعاونية على إنتاج الصابون البارد استغرقت أربعة أشهر.
ويحتاج كل كيلوغرام من زيت الزيتون الصافي إلى معدل ثلث الكمية (330 غراماً) من الماء. بعد إضافة الماء إلى مادة القطرونة (165 غراماً)، يُحرَّك حتى الذوبان الكامل، ثم يضاف إلى الزيت ويحرك ببطء لكي يجمد شيئاً فشيئاً. بعدها، يصَبّ المزيج في قالب ويُترَك لنحو خمس دقائق حتى يجمد أكثر ثم يقطع، ليصبح جاهزاً للاستعمال في اليوم التالي.
“يمكن إدخال العطور إلى الصابون”، يقول محمد رزق، أمين سر تعاونية حولا، مضيفاً “بإمكاننا استخدام مقطرات الورد أو الصعتر أو أي من الزهور بدل كمية الماء”. بالإضافة إلى كل ذلك، ورغم أن المدرّب قد أكّد، خلال الدورة التدريبية التي تلقّاها الأعضاء في تعاونية حولا، أنه لا يمكن صناعة الصابون من الغار الصافي، نجح رزق، بمساعدة رئيس التعاونية السابق، الراحل علي فاعور، في إعداده.
وتنص القاعدة، التي اتّبعها رزق، على إنقاص كمية الزيت إذا كان المستخدم زيت غار بدل زيت الزيتون، “على عكس المياه المقطرة، التي يجب زيادتها”، علماً بأن التجارب العلمية لم تتوصل إلى تحديد نسبة القطرونة التي يجب أن تضاف في هذه الحالة.
“اشتريت زيت الغار من قرية كوثرية السياد، بسبب الشوائب التي تصيب عملية تصنيع زيت الغار التقليدية في حولا، والتي تقضي بغلي حبوب الغار على نار هادئة جداً، في جرار من الفخار لم يعد استعمالها محبّذاً أخيراً لأنها تتسبب في حرق الزيت وتبخّر الرائحة العطرة الزكية التي تنبعث منه، ما سينعكس بالنتيجة على جودة الصابون”، يقول رزق شارحاً كيف لجأ بعد ذلك إلى إضافة كميات مدروسة من مادة القطرونة لصناعة صابونة من الغار الخالص: “قلت للمدرب أتحدى أن تتكسر حتى لو صارت بسماكة ورقة السيجارة”. وفعلاً، نجحت التجربة، وأنتجت التعاونية صابوناً من الغار الخالص مُعَدّاً “على البارد”.
ولأن سعر الكيلو من زيت الغار الجيّد يبلغ نحو ثلاثين ألف ليرة في مقابل ستة آلاف ليرة لزيت الزيتون الصالح للصابون “لا يمكن بيع كيلوغرام الصابون المصنّع من زيت الغار الصافي بأقل من خمسين ألفاً، لكنني أعددت صابوناً بنسب متفاوتة من زيت الغار، بناءً على الطلب، من عشرين بالمئة، إلى ثلاثين وأربعين وخمسين، ما يجعل السعر أدنى، فقد حظيَت بإقبال واسع في المعارض في بيروت وكانت سريعة النفاد، لأن رائحتها زكية وعطرة” يقول رزق، مفاخراً.