ما كان ينقص شباب ثورة مصر إلا تحليلات زاهي حواس للتقليل من أهمية إنجازهم. فوزير الآثار المصرية الذي عاد عن استقالته بعدما حصل على منصب الوزير في الحكومة الجديدة، مع العلم بأنه من المقرّبين جداً من سوزان مبارك، قرر أن يحلل أثرياً سبب اندلاع الثورة، فقال: «نفخ أحد الأثريين في بوق الحرب الخاص بالفرعون الذهبي الصغير توت عنخ آمون قبل بدء التظاهرات بأسبوع». ولم يكتفِ بالإعلان، بل أكد أن الأثريين لديهم اعتقاد بأن من ينفخ في هذا البوق «يشعل الحرب»، وكأنما علماء الآثار يتعاملون مع القطع التي يكتشفونها باعتبارها ذخائر حية لها تأثير على حياتهم اليومية! وبما أن ذلك لا يكفي، قرر حواس أن يستعين بأدلة، فقال إن «أحد الأثريين كان قد نفخ في هذا البوق قبل اندلاع حرب 1967، وآخر فعل ذلك قبل نشوب حرب الخليج عام 1990». وحينما انتهى حواس من عرض مسرحيته الهزلية الأولى، بدأ بعرض الثانية، حينما أشار إلى أن «الصدفة» قادت موظفاً في وزارة الآثار إلى العثور في محطة المترو على أربع قطع أثرية كانت قد سُرقت من متحف القاهرة أيام اندلاع الثورة.
والقطع الأربع هي تمثال خشبي مغطى بالذهب للفرعون توت عنخ آمون، وبوق الحرب الخاص به، وجزء من مروحة هذا الفرعون، وتمثال أوشابتي لـ«يويا» جد «إخناتون».
وها هو حواس يستعين بتقنية الجيش الأميركي في العراق بعد سرقة متحف بغداد. في حينها، أصدر المسؤول قراراً بعدم محاسبة أو مساءلة أيّ شخص يعيد قطعاً مسروقة من المتحف، فقام حواس بالمثل قائلاً: «أوجّه دعوة إلى كل مصري لديه أي قطعة أثرية سُرقت خلال فترة الانفلات الأمني لإعادتها للوزارة، متعهداً بأنه لن يُسأل حتى عن مصدرها، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك 33 قطعة مفقودة، أهمها تمثال لرأس أميرة من عصر العمارنة.
(الأخبار)