زحلة | لا تزال التحقيقات جارية في مفرزة زحلة القضائية لكشف الملابسات المحيطة بوفاة الطفلة لين ع. (8 سنوات)، في ظل تضارب المعلومات والروايات بشأن حقيقة تعرّضها للاغتصاب قبل مفارقتها للحياة.وفي التفاصيل، نقلاً عن مسؤول أمني، أوضح الأخير لـ«الأخبار» أنه عصر يوم الخميس الماضي، وجدت الطفلة لين وهي في حالة اللاوعي، وممددة إلى جانب الطريق على بعد عشرات الأمتار من منزل ذويها الكائن بالقرب من مفرق بلدة نيحا (شمالي زحلة). وبعدما نقلها ذووها إلى المستشفى اللبناني الفرنسي في زحلة، تبيّن أنها قد فارقت الحياة قبل وصولها إلى غرفة الطوارئ. إدارة المستشفى أبلغت مخفر درك المعلّقة بالأمر، فحضرت دورية من المخفر المذكور وباشرت إجراء التحقيقات اللازمة، كذلك كلّف الطبيب الشرعي بمعاينة الجثة. الأخير نظّم تقريراً طبياً ذكر فيه أن الوفاة ناتجة من توقف عمل القلب، مع وجود خدوش في أنفها ووجهها. ومما جاء في التقرير أيضاً أن شرج الطلفة تمدّدت فتحته بنحو 2 سم، إضافة إلى تمزّق بسيط في غشاء بكارتها بحوالى 4 سم تقريباً.
وأضاف المسؤول الأمني أنه بعد مراجعة القضاء المختص، وبناءً على طلب والديها اللذين صرّحا في إفادتيهما بأن ابنتهما تعاني من مرض السكري الذي سبّب وفاتها، دُفنت الجثة في اليوم التالي، أي يوم الجمعة، على أن تستكمل التحقيقات مفرزة زحلة القضائية التي أوقفت بدورها والد الطفلة م. ع. (44 عاماً) على ذمة التحقيق، واستُجوب عدد من أقاربه وأفراد عائلته، إضافة إلى صاحب محل للسمانة يقع على مقربة من منزل أهل الطفلة، كانت الأخيرة قد قصدته لشراء بعض السكاكر. مسؤول أمني آخر فضّل عدم استباق نتائج التحقيقات، مكتفياً بالقول «إن النائب العام الاستئنافي في البقاع، القاضي فريد كلاس، أشار بإعادة نبش الجثة، وتكليف لجنة أطباء شرعيين لمعاينتها مجدداً، وذلك بحضور اختصاصي اجتماعي ـــــ صحي». بالفعل هذا ما حصل يوم أمس، ونُقلت الجثة إلى مستشفى الياس الهراوي الحكومي في زحلة. وبعد معاينة الجثة من قبل لجنة أطباء شرعيين، انتفى فعل الاغتصاب، وتبيّن أن الطفلة لا تزال تحتفظ بعذريتها، ولم يتعرض شرجها وغشاء بكارتها لأيّ تمدّدات أو تمزّقات. وعلمت «الأخبار» من مصادر مقرّبة من أهل الطفلة أن هؤلاء سيطالبون الوسيلة الإعلاميّة التي وضعت الحادثة في إطار الاغتصاب بتصويب الخبر وإعادة نشره في سياقه الصحيح. وتجدر الإشارة إلى أن تكتّم ذوي الطفلة والقائمين بالتحقيقات على حقيقة وفاة الطفلة والظروف الغامضة التي أحيطت بالحادثة أثارا حالة بلبلة ومجموعة شائعات سرت بين أهالي المنطقة كالنار في الهشيم، وخصوصاً بين أفراد إحدى العشائر العربيّة التي ينتمي إليها والد الطفلة، وما يمكن أن تتركه هذه الشائعات من تداعيات سلبيّة تمسّ سمعة أهل الطفلة، الذين لا يزالون يعيشون في بيئة اجتماعيّة تحكمها التقاليد والعادات العشائريّة.
وعن الأسباب التي تؤدي إلى تعرض الأطفال من كلا الجنسين للتحرّش الجنسي والاغتصاب، رأت اختصاصيّة اجتماعيّة، فضّلت عدم ذكر اسمها لأسباب وظيفيّة، أن ثمة حالتين في هذا الإطار؛ الأولى هي حصول هذه الأفعال من قبل أقارب الضحية مثل (الأب أو الأخ ...)، وهنا يكون الطفل في عمر لا يدرك معه ما يتعرّض له من ملامسات ومداعبات تتطوّر تدريجاً لتصل إلى حدّ التحرّش الجنسي والاغتصاب. أما الحالة الثانية فتأتي من خارج نطاق العائلة، وهي شائعة حالياً بين الأطفال والمشردين في الشوارع، وأحياناً في المدارس، بحيث يكون الفاعل هنا يعاني من اضطرابات نفسيّة مردّها أفعال مماثلة كان قد تعرّض لها في طفولته. المسؤولية هنا، بحسب الاختصاصيّة، يتقاسمها الأهل في الدرجة الأولى، والمجتمع والدولة في الدرجة الثانيّة.