صور | أفلتت الأمور من أيدي رؤساء البلديات ومسؤولي القوى الحزبية والسياسية والأمنية في الجنوب في قدرتها على ضبط كرة التعديات ومخالفات البناء التي تتدحرج من يد الى أخرى بين الأهالي. ويرجح كثيرون بأن اللجنة المشتركة بين قوى الأمن وحركة أمل وحزب الله، التي بدأت عملها أمس، جاءت متأخرة جداً، فالكوادر الحزبية التي نزلت الى الميدان أمس بمؤازرة القوى الأمنية لم يستمع إليها الناس. اليأس من ضبط الأمور حدا برئيس بلدية المنصوري، حسن خشاب، إلى تقديم استقالته لدى قائمقامية صور احتجاجاً على اندلاع التعديات على المشاعات في البلدة، ولجوء الكثيرين الى جرف أحراج الصنوبر بين البلدة ومجدل زون للبناء مكانها. الأزمة في المنصوري مزدوجة لأن عقاراتها متداخلة مع جاراتها ولا سيما المجدل. وقد باشرت قيادة منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي تنفيذ التوصيات الصادرة عن الاجتماع التنسيقي الذي عقد في صور أول من أمس. قائد المنطقة العميد منذر الأيوبي أكد مجدداً عدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة. وقد حاولت فصائل الدرك إزالة مخالفات، لكنها جوبهت كالعادة بإقفال الطرقات بالإطارات المشتعلة ورشقها بالحجارة. القوى الأمنية عمدت الى توقيف وحجز معظم السيارات التي تنقل الباطون ومواد البناء الى منطقتي الزهراني وصور. على مفترق العباسية، نصبت حاجزاً استوقفت الشاحنات واقتادتها الى مرأب في جل البحر، وذلك بعدما كانت قد حذرت أصحاب مجابل الباطون وتجار مواد البناء من بيعها.
فصيلة عدلون أصرت على هدم المخالفات، وتوجهت بالجرافة وبفرق من القوى السيارة، بإمرة الرائد قاسم بشروش، وتمكنت من هدم أربعة منازل تقع قبالة الأوتوستراد بين صيدا وصور في مشاع بلدة عدلون. تجمهر عدد من الأشخاص، وهاجموا عناصر الدورية برشق الحجارة وقطعوا الطريق عليهم بالإطارات المشتعلة وتعدّوا على الجرافة وسائقها الذي تعرض للضرب ونُقل الى المستشفى. آخرون حرقوا الجرافة، فأطلقت القوى الأمنية النار في الهواء لتفريق الجموع التي لم تمتثل لذلك. وقد جُرح ثلاثة من قوى الأمن السيارة، وفتحت فصيلة عدلون تحقيقاً مع العناصر لمعرفة هوية مطلق النار، وظلت طريق عدلون مقطوعة حتى ساعات بعد الظهر. وقد أقدم الأهالي على إقفال الطرقات في مناطق متفرقة، منها صور، ولا سيما على الطريق المؤدية الى بلدة العباسية احتجاجاً على نصب قوى الأمن حاجزاً يمنع دخول الشاحنات الى محيط شبريحا، لليوم التالي.