ما زال الغموض يسود قضية الشبان الثلاثة المفقودين من منطقة باب التبانة الشعبية في طرابلس منذ 22 نيسان الماضي، ذلك أنه في مقابل عدم معرفة مصيرهم حتى الآن، ولا أسباب غيابهم ولا المكان الذي توجهوا إليه، فإن تكتماً كبيراً يلف القضية، إنْ من أهاليهم أو من القوى الأمنية.فمنذ تأكيدها خبر اختفاء الشبان الثلاثة قبل 13 يوماً، وأنه عثر في مدينة الميناء على دراجات نارية كانوا يستخدمونها في رحلة كانوا ينوون القيام بها، لم تضف أغلب المراجع الأمنية المعنية أي معلومات أخرى إلى هذا الملف، وإن كل ما تملكه من معطيات عن مصير الشبان يتوقف عند هذا الحد.
أهالي الشبّان الثلاثة التزموا الصمت، رفضوا التحدث لوسائل الإعلام عن الموضوع أو الرد على هواتفهم الخلوية، مكتفين بالإجابة لمن يسألهم عن مصير أبنائهم: «الموضوع بات في عهدة القوى الأمنية ونحن نتابعه معها».
هذا التكتم أثار تساؤلات عديدة، لأن الأهالي تحدثوا لوسائل الإعلام في الأيام الأولى لعملية الاختفاء، ثم أعطى بعضهم إفادات لدى بعض الأجهزة الأمنية التي طلبت الحصول على صور المفقودين لتعميمها على المخافر والحدود، بعد التقصي عنهم في المستشفيات، ما فُسّر بأنه تدبير احترازي طلبته الأجهزة الأمنية من الأهالي.
مسؤول أمني أوضح لـ«الأخبار» أن التكتم على الموضوع «يعود لأمرين: الأول أن بعض الشبان المفقودين هم من أصحاب السوابق، ما يطرح احتمالات إضافية حول أسباب اختفائهم الغامض، إلا أن هذه الاحتمالات تبقى ترجيحات غير مؤكدة حتى الآن في ضوء عدم توافر أي معطيات حسية. أما الأمر الثاني فهو القلق الذي ينتاب أهاليهم من أن يكونوا قد تعرضوا لمكروه أثناء أو بعد مغادرتهم لبنان بطريقة غير مشروعة إلى جهة ليست معروفة بعد، خصوصاً أن هواتفهم الخلوية لا تزال مقفلة منذ اليوم الأول لاختفائهم».
تجدر الإشارة، حسب المعلومات المتوافرة عن الشبان الثلاثة من مقربين منهم ومن مصادر أمنية، إلى أن أكبرهم عامر ف.، يعمل في محل لتصليح الدراجات النارية في منطقة باب التبانة، وأصغرهم علاء ز.، والثالث عمر م. وهو عاطل من العمل.