عودٌ على بدء. مشاكل سجن رومية المركزي التي لا تنتهي تعود إلى الواجهة. فبعد الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأه عددٌ من السجناء في مبنى الموقوفين (د) في السجن المركزي منذ عدة أيام، حتى تحسين أوضاعهم داخل السجن، بدأ الأهالي اعتصاماً موازياً في محلة رياض الصلح، فنصبوا لهذه الغاية خيمة قرب تمثال الرئيس رياض الصلح إلى حين تلبية مطالب باتت معروفة.
ووجّه هؤلاء تحذيراً إلى السياسيين حول احتمال انفلات الأمور إذا استمرت الحال على ما هي عليه دون بذل جهد للقيام بمعالجات. وفي الإطار نفسه، تقرر أن يتفقَّد المدير العام لوزارة العدل القاضي عمر الناطور السجن، فقصده نهار السبت حيث اجتمع مع ممثلين عن السجناء المحتجين واستمع إلى مطالبهم لرفعها، بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية، إلى الجهات المختصة حتى يصار إلى معالجتها بحسب الصلاحية الدستورية المتوافرة في ظل حكومة تصريف الأعمال. وقد رافق القاضي عمر الناطور في زيارته السجن المركزي، المحامي العام التمييزي القاضي سمير حمود وقائد الدرك بالوكالة العميد صلاح جبران، قبل أن يصدر بيان عن وزارة العدل يُوضح أن مطالب السجناء تركّزت حول تأكيدهم طلب العفو العام، بالإضافة إلى طلبهم الاجتماع بلجنة الإدارة والعدل النيابية والتسريع في المحاكمات. كذلك طالب السجناء المحتجون، وفق بيان الوزارة، بزيادة عدد الأطباء في السجن، ومعالجة مشكلة الاكتظاظ وتحسين نوعية التغذية. ولفت البيان إلى أن الوفد «أعلم كلّاً من وزيري العدل والداخلية بالمطالب المطروحة، ليُصار إلى إحالة تلك الطلبات وفقاً للصلاحية الدستورية إلى المجلس النيابي والحكومة والوزارات والجهات المختصة للمتابعة». من جهة ثانية، ذكر رئيس جمعية عدل ورحمة الأب هادي العيّا لـ«الأخبار» أن الإصلاحات الجارية بطيئة، فالأبواب التي تحطّمت خلال تمرّد السجناء الأخير لا يزال قسمٌ منها بدون تصليح. وأشار الأب العيّا إلى أن البطء في الإجراءات يُجهد العسكر لأن عدم الانتهاء من أعمال الترميم والإصلاح يحول دون قيام هؤلاء بواجبهم على النحو اللازم. ولفت العيّا إلى أن جمعية عدل ورحمة استأنفت تقديم خدماتها للسجناء، لكنه أكّد أن الجرح الكبير النازف الذي لم يُسلّط عليه الضوء كما يجب هو أزمة الطبابة، المشكلة الكبرى، مشيراً إلى أنها الدافع الرئيسي وراء تجدد غضب السجناء. وذكر رئيس جمعية عدل ورحمة أن الطبابة كانت حاجة ضرورية قبل حصول الاقتحام فكيف بها بعده في ظل ما حصل من إصابات؟ وجدّد الأب عيّا تأكيده الوقوف إلى جانب اقتراح تقسيم سجن رومية إلى أربعة سجون، حيث يتمتع كل سجن باستقلاليته عن الآخر، وذلك عبر هدم الأروقة التي تربط المباني بعضها ببعض. ولفت إلى أن ذلك يُسهم في الفصل بين السجناء كلّ بحسب جريمته. ورأى أن تقسيم المبنى يساعد على حصر المشكلة لتسهل معالجتها، مشيراً إلى أن أكبر سجن في أوروبا يحوي 3000 سجين وهو قائمٌ في فرنسا. ورغم ذلك يرفع كثيرون الصوت من أجل إقفاله بسبب عدد السجناء الكبير الموجود فيه، علماً بأن كل غرفة من غرفه ينزل فيها سجينٌ واحد.