عمل الجيش اللبناني الأسبوع الماضي على رفع السواتر الترابية، في الممرّات الجبلية الفرعية التي فتحها الجيش السوري إبّان الوصاية السورية على لبنان، والتي اعتمدها بعد انسحابه مهرّبو البضائع والأجانب، اللبنانيون والسوريون، إحدى أهم طرقات تهريب البضائع عبر البغال والسيارات ذات الدفع الرباعي، على طول خط السلسلة الشرقية، بدءاً من خراج بلدة دير العشائر في قضاء راشيا الوادي، مروراً بمنطقة اليابسة التابعة لبلدة راشيا شرق البلدة جنوباً، وبمرتفعات عيحا كفرقوق وينطا في قضاء راشيا، وصولاً الى خراج بلدتي المنارة والصويرة وعيتا الفخار في البقاع الغربي. ففي هذه المنطقة كثيراً ما ضُبطت عمليات تهريب أجانب ودخان. أما في البقاع الأوسط، وتحديداً في وادي عنجر، شمال نقطة المصنع الحدودية الرسمية، فقد عزّزت وحدات الجيش من دورياتها في تلك المنطقة، منعاً لأي عملية تهريب أسلحة الى منطقة الزبداني ومحيطها في سوريا، بعد ما شهدته تلك المنطقة خلال «جمعة التحدي» (حسبما سمّتها المعارضة السورية)، كما رفع الجيش اللبناني سواتر ترابية في وادي عنجر كانت قد شُقّت سابقاً لتهريب المازوت. التعزيزات الأمنية والمراقبة من جانب الجيش طاولت منطقة شرق زحلة، عند السلسلة الشرقية، في خراج بلدة عين كفرزبد، ولوسيه، وصولاً الى بلدة عرسال في البقاع الشمالي. جاءت عملية رفع السواتر الترابية على أثر الاحتجاجات التي تشهدها سوريا أخيراً، واتهام النظام السوري لشخصيات لبنانية بالضلوع في توتير الأوضاع، ومد المعارضين بالسلاح. ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصدر أمني سوري، أنّ السلطات السورية ضبطت كميّات من الأسلحة في مناطق سورية حدودية مع لبنان، وبناءً عليه اتخذ الجيش اللبناني، تدابير احترازية، تمثّلت في تكثيف وحداته العسكرية المتمركزة في نقاط محددة عند السلسلة الشرقية لجبال لبنان المتاخمة للحدود السورية، من دوريات ومراقبة للحدود، لمنع أيّ عملية تهريب أسلحة الى داخل الأراضي السورية. مصدر أمني أكد لـ«الأخبار» أنّ عمليات رفع السواتر الترابية، في الممرات الجبلية غير الرسمية خلال هذه الأيام، جاءت كتدابير احترازية من أيّ عملية تهريب أسلحة الى سوريا، وأشار إلى أنه خلال هذه الفترة والدوريات شبه الدائمة يومياً على الحدود غير الرسمية، لم تُضبط أيّ عملية تهريب إن الى الداخل السوري أو الى لبنان من سوريا.