بدأ عدد من السجناء في سجن رومية المركزي منذ عدة أيام إضراباً مفتوحاً عن الطعام. انتهى اليوم الرابع منذ بدء الإضراب، فيما لا يزال هؤلاء مستمرّين في إضرابهم، بعدما أعادوا الطعام الذي قدّمه إليهم حرّاس السجن أمس. وفي الإطار نفسه، تلقّت «الأخبار» عدّة اتصالات من نزلاء داخل السجن المركزي أكّدوا فيها أنهم ماضون في إضرابهم حتى تحقيق مطالبهم، بدءاً من منحهم العفو العام، وصولاً إلى تشريع الهواتف الخلوية داخل السجن. وفي الإطار نفسه، ذكر الأب هادي العيا لـ«الأخبار» أن السجناء في مختلف المباني شاركوا في الإضراب عن الطعام بطريقة سلمية. وأشار الأب العيا إلى أنهم سيبدأون اليوم مفاوضات مع السجناء في حال استمرار الاعتصام بطريقته السلمية الحضارية. ورأى رئيس جمعية عدل ورحمة أنه ستناقَش المطالب التي رفعها السجناء باعتبار أن مطلب العفو العام عنوان كبير لا يمكن الخوض فيه. وأكد الأب العيا أن هناك بعض الحقوق التي يجب أن تُصان، كالإسراع في المحاكمات، وحقهم في العيش الكريم. وفي سياقٍ مواز، علمت «الأخبار» أن سجناء موجودين في ما يُعرف بـ «مبنى الأحداث» انتفضوا بوجه السجّانين بعد خلاف حصل في المشغل. وذكر سجناء أنهم انتفضوا بعد محاولة عناصر من القوى الأمنية سحب السجين نجيب غ. على خلفية الخلاف. وادّعى هؤلاء وجود «نفَس طائفي» في التعامل مع السجناء بقيادة رائد وملازم أوّل. وبحسب ادّعاءات السجناء، فقد أكّد هؤلاء انتماء الضابطين إلى حزب سياسي، مشيرين إلى أن المذكورين يتصرّفان انطلاقاً من هذه الخلفية، علماً أنّ أحد هذين الضابطين نُقل من المبنى «د» إلى «مبنى الأحداث» بعد خلاف سبق أن نُشر بينه وبين آمر المبنى «د» الرائد رامي رحّال. وذكر أحد السجناء، الذي اتصل بـ«الأخبار»، أنه أُجري فحص لثلاثة سجناء هم سليم س. وبطرس س. وفهد ك. بهدف التثبت من وجود مخدرات في دمائهم، فتأكّد ذلك إلا أنه لم يُتّخذ أي إجراء بحقهم، بسبب انتمائهم إلى تيار سياسي يؤيده الضابط المذكور. وكان سفير «المنظمة العالمية لحقوق الإنسان» علي عقيل خليل، قد تحدث عن انضمام السجناء في مبنى المحكومين في سجن رومية المركزي إلى المضربين عن الطعام في المبنى «د». وتحدث خليل عن المفاوضات بين السجناء أنفسهم حتى يعمّ الإضراب كل أرجاء السجن، لإحداث تأثير أكبر يلفت الانتباه إليهم. وذكر خليل أن السجناء أبلغوه بأنهم طلبوا من أهاليهم عدم إحضار الطعام لهم، والمشاركة في الاعتصام أمام الخيمة المنصوبة قرب المجلس النيابي.
تجدر الإشارة إلى أن اعتصام السجناء بالإضراب المفتوح عن الطعام هو استمرار للتمرّد الذي كانوا قد بدأوه منذ أسابيع. التغيّر الوحيد هو أن تمرّدهم تحوّل من طابعه العنفي إلى الطابع السلمي، علّهم يحققون بهذه الوسيلة ما لم يستطيعوا تحقيقه بالعنف وإحراق السجن. يذكر أن السجناء رفعوا لافتة داخل السجن كتبوا عليها «إضراب حتى الموت»، في إشارة منهم إلى أنهم لن يفكّوا إضرابهم قبل تحقيق مطالبهم.