إضراب سجناء «رومية» عن الطعام لم ينته، خلافاً لما أعلنته وسائل إعلامية. المضربون يصرون على تحقيق كل مطالبهم، ويستنكرون قرار منع المواجهات اليوم وغداً«تراجع 585 سجيناً في سجن الأحداث في رومية عن الإضراب عن الطعام بعد الوعود التي قطعت لهم. وبذلك لم يعد هناك أي سجين مضرب عن الطعام في سجن الأحداث». هذا ما نقلته أمس الوكالة الوطنية للإعلام ومواقع إخبارية إلكترونية. الخبر نفاه سجناء في اتصال مع «الأخبار»، فقد أكدوا الاستمرار في الإضراب حتى تحقيق جميع المطالب التي رفعوها منذ إعلان تحركهم. إضافة إلى ذلك، كرر أكثر من سجين الشكوى والاستغراب من الخطوات التي تتخذ تجاه السجناء الذين يفقدون الوعي أو يتراجع معدل الضغط لديهم، إذ «لا يُنقَلون إلى المستشفى بسيارات إسعاف مخصصة لذلك، بل بسيارات سوق السجناء إلى المحاكم والسجون المختلفة، وهي غير مجهزة لنقل مرضى». واستنكر السجناء القرار الذي نُقل إليهم أخيراً، ومفاده منع مواجهة الزوار اليوم وغداً.
منذ أسبوع تقريباً، أُعلن أن الإضراب المفتوح عن الطعام يُنفّذه نحو 2500 سجين يتوزعون على مختلف المباني داخل السجن المركزي، وقد تقدموا بطلبات رسمية وجّهت إلى الجهات المختصة. هذه الخطوة رحب بها متابعون لأوضاع السجن المركزي؛ إذ إنها تلفت إلى انتهاج السجناء حركة احتجاج سلمية بعيداً عن الأسلوب العنفي، فيما أبدى المتابعون، ومنهم رئيس جمعية «عدل ورحمة» الأب هادي عيا، الذي عقد مؤتمراً صحافياً الأسبوع الماضي، القلق تجاه حالة السجناء الصحية، وخصوصاً أن عدداً منهم نُقل إلى المستشفيات. مطالب السجناء بلغت نحو 23 نقطة، تبدأ بالعفو العام الذي يؤكده السجناء أسوةً بقوانين العفو السابقة، مع إبقاء الحقوق الشخصية والالتزامات المدنية. وكان أيضاً تحديد مدّة للأحكام المؤبدة واعتماد السنة السجنية تسعة أشهر، وتعديل قانون تنفيذ العقوبات، وخصوصاً لجهة إلغاء الاستثناءات، فضلاً عن المطالبة بإلغاء العطلة القضائية أو تقصيرها.
الإضراب بدأ إذاً السبت 7 الشهر الجاري، أما التطورات فقد شهدت في يومه الرابع إعادة السجناء للطعام الذي قدّم إليهم. وفي الأيام الأولى للإضراب، بدأ الأهالي اعتصاماً موازياً في محلة رياض الصلح، فنصبوا لهذه الغاية خيمة قرب تمثال الرئيس رياض الصلح إلى حين تلبية مطالب باتت معروفة. ووجّه هؤلاء تحذيراً إلى السياسيين من احتمال انفلات الأمور إذا استمرت الحال على ما هي عليه ولم يُبذَل جهد للقيام بمعالجات.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن سجن رومية شهد قبل أكثر من شهر تمرداً أُوقف بالقوة من خلال اقتحام القوى الأمنية للسجن. التمرد انتهى بوقوع قتيلين وعدد من الجرحى، وبيّنت الصور التي أُخذت للسجن تعرض أقسام كبيرة منه لأضرار مادية كبيرة.
المتابعون لورشة العمل في السجن قالوا إن الإصلاحات الجارية بطيئة، ففي الأسبوع الماضي، كان قسم من الأبواب التي تحطّمت خلال تمرّد السجناء الأخير لا يزال بدون تصليح. وكانت «الأخبار» قد تحدثت إلى الأب العيّا الذي لفت إلى أن البطء في الإجراءات يُجهد العسكر؛ لأن عدم الانتهاء من أعمال الترميم والإصلاح يحول دون قيام هؤلاء بواجبهم على النحو اللازم. ولفت العيّا إلى أن جمعية «عدل ورحمة» استأنفت تقديم خدماتها للسجناء، لكنه أكّد أن الجرح الكبير النازف الذي لم يُسلّط عليه الضوء كما يجب هو أزمة الطبابة، المشكلة الكبرى، مشيراً إلى أنها الدافع الرئيسي وراء تجدد غضب السجناء. وذكر رئيس جمعية عدل ورحمة أن الطبابة كانت حاجة ضرورية قبل حصول الاقتحام، فكيف بها بعده في ظل ما حصل من إصابات؟
من جهة ثانية، ضُبطت أول من أمس 210 حبوب مخدرة وقطعة من حشيشة الكيف تزن نحو 15 غراماً وحافظتان للهاتف الخلوي، خلال تفتيش أغراض كانت تدخل إلى السجناء في سجن رومية، في مبنى الموقوفين «د»، وفق ما جاء في الوكالة الوطنية للإعلام.
(الأخبار)