منهم من تزوج منذ أكثر من سنة، ومنهم من أصبح لديه طفل لم يُسجَّل حتى اليوم في «نفوس» زحلة، والسبب أن أم المولود لم تسجل بعد على «خانة» زوجها؛ لأن المديرة بالتكليف سوزان خوري تتراكم فوق مكتبها ملفات تحتاج إلى التدقيق، لإرفاقها برقم وعدد، ومن ثم أعادتها إلى نفوس القضاء بالموافقة. المواطن جميل الحشيمي، من بلدة تعلبايا، متأهل من السورية ياسمين جميل منذ أكثر من سنة. يؤكد جميل عبر إخراج قيد فردي استخرجه منذ أيام أنه ما زال مسجلاً عازباً. يشرح جميل معاناته في استكمال الأوراق المطلوبة لزوجته من الدولة السورية، وتصديقها وحصوله على موافقة الأمن العام اللبناني على زواجه بأجنبية، التي في ضوئها وافقت المحكمة الشرعية على عقد القران. «منذ سنة تقريباً، ما زلت أنتظر الموافقة. زوجتي في شهرها التاسع»، يقع الرجل في حيرة إذا ما تأخر تسجيل زواجه إلى ما بعد الولادة، وخصوصاً لناحية تسجيل المولود. استغراب جميل تأخير المعاملة يُرفقه بعدة أسئلة، تبدأ من التمييز العنصري في مصلحة نفوس زحلة. قال: «لما قدمت والدتي الأوراق للموظف، وعندما قرأ أن زوجتي سورية، قال لأمي: ما لقيتو غير سورية تزوجوه ياها، ورمى الأوراق في وجهها». وحصلت إثر ذلك مشادة كلامية بينهما، تدخل الموظفون وعملوا على إرضائها، وأخذت الأوراق إلى مأمور النفوس الذي بدوره حوّلها إلى بيروت. معقّب المعاملات المكلف متابعة الأمر في المديرية العامة للأحوال الشخصية أعلم جميل بأن الملف لا يزال في درج المديرة سوزان خوري. لكن ما يعزّز تخوف جميل من أن يكون سبب التأخير هو التمييز العنصري، أن صديقه تزوج ألمانية بعده بأشهر، ولم يستغرق تسجيل زواجه في دوائر النفوس أكثر من أسبوعين، وحصل على إخراج قيد عائلي باسمه، واسم زوجته سجل على الهامش مقابل اسمه، إلى أن تنال الجنسية اللبنانية بفعل الزواج. ما يعترض عليه جميل لا يختلف عن معاناة وسام من بلدة قب الياس في البقاع الأوسط، (رفض ذكر اسمه الكامل، خوفاً من رد فعل سلبي في المديرية العامة للأحوال الشخصية). تأخر تسجيل زوجته السورية في دائرة النفوس، فاحتار ماذا يفعل بعدما أنجبت زوجته طفلاً ولم يستطع تسجيله. قالوا له إن السبب هو عدم وصول «الموافقة من بيروت» على إيراد الزواج في السجلات الرسمية، مع العلم بأن مأمور نفوس زحلة جوزيف مشعلاني، وقّعه منذ نحو سنة.
الوضع في البقاع الأوسط لا يختلف عنه في البقاع الغربي؛ فالمتزوجون بسوريات تحديداً، يعانون تأخير معاملات تسجيل زواجهم في الدوائر الرسمية. «متزوج منذ سنة وشهرين، فيك تقول إنه زواج برّاني، لأنه حتى اليوم ما تسجل رسمياً»، قال حسام محمد المتزوج بقريبته السورية. لكن منذ ثلاث سنوات تزوج أخوه حسين ابنة خالته السورية، ولم يستغرق تسجيل الزواج سوى عشرة أيام، واستطاع أن ينجز المعاملة وينقلها من دائرة إلى أخرى باليد، «لا بالبريد كما يحصل معي اليوم».
أحد موظفي دائرة النفوس في البقاع رفض أن يكون سبب تأخير المعاملات التمييز العنصري كما يردد البعض، لكنه يؤكد أن إنجاز المعاملات منذ سنتين لم يكن معقداً كما هو اليوم، عازياً الأسباب إلى الطريقة التي تعتمدها المديرية العامة بالتكليف، مرجحاً أن تكون خطتها تهدف إلى مكافحة ما أصبح شائعاً لدى بعض الفتيات الفلسطينيات والسوريات، اللواتي يتفقن مع شباب لبنانيين مقابل أموال، على أن يعقدوا عليهن قران الزواج، وبعد سنة من تسجيل الزواج والحصول على الجنسية يطلّقونهن.