الضنيّة | استمرت بالتفاعل تداعيات الإشكال الذي وقع مساء الأحد الماضي في أحد المطاعم في بلدة سير ـــــ الضنية خلال حفل زفاف، حيث تطور من تعارك وتضارب بين بعض الشبان، إلى إطلاق نار أدى إلى إصابة شخصين بجروح، أحدهما حالته حرجة.وحسب مصادر أمنية وشهود عيان أوضحوا لـ«الأخبار» ما جرى، فقد نشب الإشكال الذي تضاربت المعلومات في البداية بشأن أسبابه الحقيقية، بعد حصول تلاسن بين شبان من عرب بلدة كفرشلان ـــــ الضنية الذين أتوا للمشاركة في عرس قريب لهم، وشبان آخرين من بلدة مراح السراج كانوا حاضرين في العرس، سرعان ما تطور إلى تضارب بالأيدي والكراسي، رافقه تضرر بعض محتويات المطعم، ما أفسد أجواء الحفل ودفع كثيرين من الحاضرين إلى مغادرته على الفور، بعدما تشارك الكبار والشبان الموجودون في الحفل التضارب والتراشق بكل ما وجدوه أمامهم.
غير أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ، بحسب شهود عيان، استقدم صاحب المطعم م. د. هـ. الذي يعمل مرافقاً للنائب أحمد فتفت على الفور مجموعة من أصدقائه وأقربائه لفضّ الإشكال على طريقته التي اشتهر بها سابقاً، مستخدماً أسلحة فردية انطلقت منها عيارات نارية عدة، ما أدى إلى إصابة الشاب م. ع. م. بطلق ناري في بطنه نقل على أثره إلى مستشفى السيدة في زغرتا للمعالجة وهو في حال صحية حرجة، فيما أصيب الشاب الآخر خ. ع. بطلق ناري في رجله، ونقل أيضاً إلى مستشفى السيدة في زغرتا لتلقّي العلاج.
تداعيات الإشكال امتدت لاحقاً إلى خارج المطعم، حيث عمد أهالي العريس وذوو الجرحى، قرابة الساعة الحادية عشرة من ليل أول من أمس الثلاثاء، إلى قطع الطريق الرئيسي الذي يربط الضنية بطرابلس عند بلدة كفرشلان لأكثر من ساعة احتجاجاً، مستخدمين الحجارة وإطارات السيارات المستعملة ومستودعات النفايات، فيما شوهد عدد من الشبان الذين قطعوا الطريق وهم يحملون العصي
والسكاكين.
تطور الأمر على هذا النحو دفع دورية من مفرزة طوارئ زغرتا في قوى الأمن الداخلي إلى الحضور إلى المكان لإعادة فتح الطريق، لكنها لم تفلح، بعدما رشق عدد من الشبان عناصرها بالحجارة وحاولوا الاعتداء على أفرادها، ما دفع هؤلاء إلى طلب تعزيزات إضافية لمساندتهم، كذلك استقدم الجيش دورية عسكرية إلى المنطقة أسهمت في إعادة فتح الطريق.
لكنّ الشبّان المحتجين حاولوا قبل ظهر أمس إعادة قطع الطريق مجدداً، بعدما تردّد أن أحد الشابين المصابين ازداد وضعه الصحي حراجة، فجلبوا معهم «عدة الشغل» اللازمة لذلك من إطارات وحجارة ومستوعبات للنفايات، مطالبين بتسليم من أطلق النار إلى العدالة والاقتصاص منه، وخصوصاً أن من فعل ذلك، وفق رأيهم، «له سوابق عديدة في إطلاق النار على مواطنين من المنطقة، من غير أن تعمل القوى الأمنية على توقيفه أو سوقه إلى العدالة، نتيجة تدخلات سياسية لمصلحته كانت تؤدي دائماً إلى غضّ النظر عنه وحمايته».
غير أن دورية للجيش حضرت فوراً إلى المكان مرة ثانية، ومنعت المحتجين من قطع الطريق مجدداً.