خيّبت المحكمة العسكرية، أمس، آمال وكلاء الدفاع عن العميد المتقاعد فايز كرم بإصدار الحكم أمس، فأجّلت جلسة المحاكمة أكثر من شهر. بدأت جلسة المحاكمة عند العاشرة صباحاً. دخل رئيس المحكمة العميد نزار خليل، مفتتحاً الجلسة بطلب إدخال المتّهم لتبدأ الجلسة. استُدعي الشاهد الأول. إلهام حبيقة، وهي طبيبة جهاز هضمي كشفت على العميد وذكرت أنه كان يعاني أوجاعاً في البطن وفقدان للشهية. تحدثت عن فقدانه كيلوغرامات عدة من وزنه. أجابت عن الأسئلة ليُستدعى بعدها الشاهد الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين إسحاق كيششيان الذي كشف على كرم عند نقله إلى المستشفى. أخطأ الطبيب فرفع يده اليسرى ليحلف اليمين بدلاً من اليمنى. ضحك الحضور قبل أن يُصحّح الأخير الخطأ. تحدث عن حال صحية حرجة للعميد وقتذاك، وحكى عن تجاوزٍ حصل عرّض حياة الموقوف للخطر. وقال إنه اعترض على إخراج الموقوف من المستشفى طالباً إبقاءه ليومين آخرين، مشيراً إلى أن طبيب السجن وعناصر فرع المعلومات أصرّوا على نقله على مسؤوليتهم. شهادة الشاهد الثاني كانت هدف وكلاء الدفاع خلف طلبهم استدعاء الطبيبين. أرادوا إظهار لامبالاة فرع المعلومات بحياة موكّلهم. النقطة التي سجّلوها دفعت برئيس المحكمة إلى طلب إحضار الملف الطبي للمتهم من مستشفى ضهر الباشق. المطلب المستجد استدعى احتجاج وكلاء الدفاع، فالمحكمة سبق أن طلبت الملف في الجلسة الأولى للمحاكمة، لكنه لم يُجلب. رأوا أن ذلك يعني تأجيل الجلسة حُكماً بانتظار الملف. الجلسة تواصلت. استُدعي شاهدٌ ثالث، وهو ضابطٌ برتبة ملازم أول في فرع المعلومات تولّى التحقيق مع العميد لدى توقيفه. طلب الضابط جعل الجلسة سرية لأمنه الشخصي. اعترض وكيل الدفاع رشاد سلامة على المبرر، مؤكداً لا قانونيته، غير أن العميد خليل استدرك: «تُحوّل الجلسة إلى سرية حفاظاً على الانتظام العام». انتقلوا بعدها إلى غرفة أخرى لعقد الجلسة السرية، طال أمدها ليخرج وكلاء الدفاع معلنين أن هيئة المحكمة قررت تأجيل الجلسة بسبب استمهال النيابة العامة التمييزية. ذكروا باستهجان أن ممثل النيابة العامة فادي عقيقي تذرّع بأنه غير جاهز للمرافعة، مشيرين إلى أن تسجيلات صوتية ومصوّرة طُلب إحضارها. استغرب سلامة في حديث إلى «الأخبار» طلب هيئة المحكمة من فرع المعلومات تسجيلات صوتية ومصوّرة للتحقيق مع العميد المتهم، متسائلاً عن الغاية منها إن كان لا يؤخذ بها دليلاً. وذكر سلامة أنه فوجئ بقول ممثل النيابة العامة التمييزية إنه غير جاهز للمرافعة، علماً بأنه يُفترض أن يكون جاهزاً منذ بداية القضية، باعتبار أنه الجهة التي تطلع على المحاضر قبل الجميع بصفتها طرف الادعاء. تحدث وكلاء الدفاع عن سبق إصرار لتأجيل الجلسة، فيما أكّدت مراجع قضائية قانونية مبررات التأجيل. برز في الجلسة، كما جرت العادة، الحضور الكثيف لنوّاب التيار الوطني الحر، فحضر منهم ناجي غاريوس وحكمت ديب وإبراهيم كنعان ونبيل نقولا.