لم تتمتع رشعين ببلدية في الاستحقاق الفائت. حُلّت بلديتها سريعاً وانتقلت إلى عهدة قائمقام زغرتا بالتكليف إيمان الرافعي. لهذا، يشعر رئيس بلديتها الحالي باخوس راضي بمسؤولية كبيرة، مؤكداً أنه يحاول «توفير حاجات البلدة وأبنائها. وضعنا سلّم أولويات، وسنعمل قدر الإمكان على تنفيذ ما نستطيع منها».
تعدّ رشعين من أكبر بلدات قضاء زغرتا من حيث عدد السكان. لا توجد فيها مؤسسات تجارية أو صناعية كبيرة تعوّل عليها البلدية في الجباية، لكنها معروفة بعدد من المطاعم السياحية المنتشرة على ضفاف نهرها. «هناك أكثر من خمسة مطاعم موجودة على ضفتي النهر، مقصودة من كل أنحاء لبنان. علاقة البلدية مع القيّمين عليها جيدة، وندعم استمرارها عبر تقديم كلّ ما يسهل عملها ويفعّل دورها السياحي». من الخطوات التي باشرتها البلدية «تأهيل الأماكن الأثرية وإعادة تأهيل بعض الأحياء والأزقة الداخلية، مثل حي «آل نجيم»، عبر رصفه بالحجارة القديمة السوداء، بدعم من اتحاد بلديات قضاء زغرتا، ليأتي متكاملاً مع عملية ترقيم الشوارع التي أنجزناها منذ فترة»، يقول راضي.
إلا أن المشاريع التي تحتاج إليها البلدة تتعلق في معظمها بالبنى التحتية في البلدة، وأبرزها مياه الشفة، والري، والصرف الصحي، التي تعتبر من أكبر المشاكل التي نعاني منها، ومن أكثرها كلفة على البلدية. وفي هذا الإطار، يحكي راضي عن مشكلة مياه الشفة والري، رغم أن نبع رشعين يشق طريقه في وسطها، ويقسمها الى قسمين. «البلدة تشرب من مياه النبع بطريقة غير مباشرة، عبر خزان ضخم من الأسمنت يعلوها أنشئ قديماً، ولا يزال حتى يومنا هذا يؤدي خدمته، إلا أنها تخفّ كثيراً خلال الصيف». أما بالنسبة إلى مياه الري فـ«نحاول جر مياه النهر إلى داخل البلدة لري بساتين الليمون والحمضيات وباقي المزروعات، عبر مضخات كهربائية ضخمة، لأن البلدة أعلى من مستوى النهر، وبالتالي يجب جرّ المياه إليها عبر قساطل بلاستيكية لمسافة لا تقلّ عن 1200 متر. الدراسات المعدّة لهذا المشروع أصبحت شبه جاهزة، ولا يعوقنا سوى التمويل، لأن موازنة البلدية لا تلبّي متطلبات العمل البلدي عندنا، ونحن نعوّل في تمويل المشاريع الكبيرة على اتحاد بلديات قضاء زغرتا، وعلى صندوق التنمية».
أما مشكلة مياه الصرف الصحي، فهي تمثّل هاجساً مشتركاً لدى معظم بلديات قضاء زغرتا، لأنها ترمي نفاياتها وأوساخها في مياه النهر، ما يُحدث ضرراً بيئياً كبيراً على الأهالي وعلى مياه الريّ، ويسبّب انبعاث روائح كريهة أثناء فصل الصيف، إضافة إلى تكاثر الحشرات السامة والمؤذية. ويكشف راضي عن «اتجاه لدى اتحاد بلديات قضاء زغرتا لإنشاء شبكة عامة تربط معظم مجاري الصرف الصحي للقرى والبلدات الواقعة على ضفاف النهر، تمهيداً لربطها بمحطة التكرير الموجودة عند مصبّ نهر أبو علي في طرابلس». وأشار راضي إلى «سلسلة لقاءات عقدت من أجل تسريع الخطوات لإنجاز الدراسة الشاملة. وما يشجّع على تنفيذ المشروع هو تجاوب كل رؤساء البلديات المنتمية إلى اتحاد بلديات قضاء زغرتا، ومطالبتهم بالإسراع في تنفيذه».
وتطرق راضي إلى مشكلة توقف السيارات عشوائياً على الطرقات الرئيسة وأمام المنازل، حيث تمثّل أولوية في عمل البلدية. يقول: «نعدّ دراسة شاملة عن هذا الموضوع، وخصوصاً في بعض الأماكن الضيقة نسبياً في البلدة، إذ يصعب مرور سيارتين في الاتجاهين، ما يُحدث زحمة سير خانقة في أوقات الذروة، تستدعي تدخل عناصر الشرطة البلدية في مرات عدة. الأراضي الزراعية كثيرة في البلدة، لذلك قررت البلدية شق طريق موازية للنهر من أجل إنعاش المنطقة الزراعية، بغية إنشاء مساكن للناس، ومطاعم حديثة، لأن نهر رشعين مشهور بمياهه الصافية والباردة».
ويضيف: «الإنارة أصبحت جيدة بعد الصيانة التي قمنا بها، وأصبح وضع الطرقات أفضل بعد عملية التأهيل التي أطلقناها».