عادت الأمور إلى طبيعتها في سجن زحلة، بعدما شهدت أروقته قبل أربعة أيام أعمال شغب وتضارباً بالأيدي بين عدد من السجناء، نقل على أثرها السجين خليل ع. إلى المستشفى لمعالجته من كسور وجروح أصيب بها، بعدما انهال عليه عدد من السجناء بالضرب المبرح. مسؤول أمني أوضح لـ«الأخبار» أنه رُحِّل عدد من مثيري الشغب إلى سجون أخرى، بعدما أثبتت التحقيقات تورط بعض هؤلاء في الاعتداء بالضرب على السجين المذكور، وأنه كان لآخرين الدور الأكبر في التحريض على الخلافات وتسعيرها. وأضاف المسؤول أن اتخاذ هذه الإجراءات جاء بناءً على أوامر إدارة السجون، بالتنسيق مع القضاء المختص.وكانت مشادة كلاميّة قد حصلت عصر الجمعة الماضي، بين السجين خليل ع. من جهة، وزميله بلال س. ونزيلين آخرين من جهة أخرى، ما لبثت أن تطورت إلى تضارب بالأيدي وما تيسر من أدوات حادة وصلت إلى متناول المتعاركين من مناصري الطرفين الذين أصيب بعضهم بجروح مختلفة ضُمِّدت محلياً داخل السجن. واستمرت أعمال الشغب داخل السجن نحو ثلاث ساعات، تمكن بعدها رجال الأمن من تطويق الإشكال والسيطرة على الوضع وإعادة الأمور إلى طبيعتها، بعد الاستعانة بقوة من «سرية الفهود» وعناصر إضافيّين من القطعات الإقليمية القريبة من السجن.
وفيما تردد أن الشجار حصل على خلفيّة طائفيّة، نفى مسؤول أمني صحة ذلك، مؤكداً أن أسباب الخلاف شخصيّة، ولم تتعدّ السياق الطبيعي لخلافات مشابهة تحصل من وقت إلى آخر في السجون. وعلمت «الأخبار» أن الأمور لم تنته عند هذا الحد؛ ففي اليوم التالي، أي يوم السبت، شطّب أحد السجناء جسده بآلة حادة، ما استدعى نقله إلى المستشفى للمعالجة.
تجدر الإشارة إلى أن مبنى سجن زحلة الجديد، الذي كان قد افتتح أواخر شهر آذار من عام 2010، يضم حالياً نحو 470 سجيناً، وهو العدد الكافي لقدرته على الاستيعاب وفقاً للدراسات التي أنشئ على أساسها، وهو يتمتع بمواصفات ومعايير مقبولة، ولا يعاني نزلاؤه الاكتظاظ كباقي السجون اللبنانيّة. وكانت أروقة هذا السجن قد شهدت في أوقات سابقة أعمال شغب محدودة، اقتصرت على تشطيب بعض السجناء لأجسادهم بآلات حادة، إضافة إلى تمكّن عناصر الحراسة في أوقات متفاوتة من ضبط هواتف نقّالة وشرائح عائدة لها، نجح الأهالي في تهريبها إلى داخل السجن، بعد إخفائها داخل الأمتعة أثناء الزيارات الدورية الأسبوعيّة.