البقاع | هو المشهد نفسه في البقاع يتكرر كل عام. فكما افتتح يوم أمس مهرجان شهر التسوق والسياحة في بعلبك، تستعدّ قطعات قوى الأمن الداخلي والجيش، صباح اليوم لإطلاق فاعليات موسم إتلاف حقول القنب الهندي (حشيشة الكيف) في منطقة بعلبك ـ الهرمل.طرفا المعادلة، مزارعو الحشيشة والقوى الأمنية، يجمع بينهما رابط يتمثل في إصرار كل منهما على إنجاز «عمله». مزارعو حشيشة الكيف يصرون على زراعة هذه النبتة «الوفيرة واللي بتغلّ أكثر من غيرها»، متسلحين بأن «الدولة لم توفر حتى اليوم البديل المناسب لهذه الزراعة». أما الدولة فتصر سنوياً على مكافحة الزراعة الممنوعة من حشيشة كيف وأفيون، بعمليات أمنية مكلفة مادياً.
إلا أن المختلف هذا العام يبدو جلياً في توقيت بدء العملية، التي تتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وقبل أكثر من شهر ونصف شهر على المواعيد التي كانت تحصل فيها عمليات التلف سابقاً، والتي كانت تحصل بعد نضوج النبتة، وقبل أوان قطافها بمدة وجيزة.
عملية إتلاف حقول القنب الهندي في بعلبك ـــــ الهرمل ستبدأ بها قطعات من قوى الأمن الداخلي، بمؤازرة من الجيش، على عدة محاور، كما في العمليات السابقة. فقد أكد مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن القوى الأمنية ستباشر اليوم عملية إتلاف ما يقارب 20 ألف دونم من حقول الحشيشة في المنطقة، مشيراً إلى ان عمليات الرصد والاستكشاف «لم تنته بعد»، وإلى أن مكتب المخدرات في البقاع سيتابع ذلك بالتوازي مع عملية الإتلاف. ولفت المسؤول الأمني الى أن المساحات المزروعة بالحشيشة هذا العام لم تزد على مساحات العام الماضي، «وهي ضمن المعدل الطبيعي، وفي مناطق متعددة من بعلبك ـــــ الهرمل»، موضحاً أن عمليات الإتلاف السابقة كانت القوى الأمنية تشرع بها «بدءاً من منتصف شهر آب، أما هذا العام فكان لشهر رمضان الدور في تقريب موعد العملية».
استعانة قطعات قوى الأمن الداخلي بالجيش للمؤازرة، لم ير فيها المسؤول الأمني مؤشراً على «خطورة ما»، بل تأتي ضمن إطار «التدبير الاحترازي فقط، ولمواجهة أي طارئ»، مشدداً على أن «لا مؤشرات توحي بأن مزارعي الحشيشة سيعمدون إلى أي مواجهة مع القوى الأمنية».