منذ «ثورة» السجناء الأخيرة في سجن رومية المركزي قبل نحو شهرين، بدأ المسؤولون حملة لإعادة بناء السجن. وُضعت حلول للعديد من المشكلات داخل السجن، فنُفِّذ جزء ضئيل منها، فيما لا يزال الجزء الأكبر من الحلول قيد التنفيذ. الإيجابي في الأمر، أن القوى الأمنية أعادت الإمساك بزمام الأمن داخل السجن، ولا سيما بعد العثور على كمٍّ كبير من الأسلحة مع السجناء. الإجراءات الأمنية المشددة في تفتيش الأهالي لم تُفلح في الحؤول دون وصول الممنوعات إلى السجناء؛ فقد تمكنت القوى الأمنية خلال الأيام الثلاثة الماضية من ضبط 17 هاتفاً خلوياً أثناء عمليات التفتيش داخل غرف عدد من السجناء في سجن رومية المركزي. الهواتف ليست الوحيدة التي تُهرّب إلى السجن، فالمخدرات لا تزال تدخل أيضاً. وفي هذا السياق، يذكر مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن تشديد الإجراءات الأمنية خفض من نسبة الممنوعات المهرّبة إلى السجن، لكنه لم يقض عليها تماماً. المسؤول المذكور أشار إلى أن أساليب التهريب المعتمدة «ذكية للغاية، لا يُضبط معظمها بغير الصدفة». وأوضح أن عناصر حراسة السجن ضبطوا كمية من حشيشة الكيف موضبة على شكل 50 حبة زيتون في مجمع زيتون حقيقي. طريقة تهريب أخرى شرحها المسؤول الأمني، يصار فيها إلى تذويب بودرة الكوكايين أو الهيرويين في الماء. وتُنقع فيها الملابس الداخلية وتُجفف قبل أن يحضرها الأهل إلى أبنائهم الذين يضعونها في المياه ويستخرجون منها البودرة مجدداً. تحدث المسؤول المذكور عن تواطؤ الأهل في تهريب الممنوعات إلى أبنائهم ضمن الطعام. كذلك، أدت عمليات التفتيش التي نفّذها الحرّاس في سجن زحلة إلى ضبط أربعة هواتف خلوية مع السجناء، علماً بأن من يُضبط بحوزته هاتف خلوي ينظم بحقه محضر مخالفة وبيان عقوبة تسجلان على إضبارته، لتحولا في المستقبل دون حصوله على إفادة حسن سلوك فلا تُخفض عقوبته.