تندرج جائزة «المسابقة الثانية للمدن المتوسطية» ضمن فعاليّات المهرجان العالميّ للعمارة، وقد تسلّمها رئيس بلديّة جبيل زياد حوّاط في برشلونة. وهي تمنح بحسب حوّاط العائد لتوّه إلى لبنان، «إلى المشروع الذي يسهم في تحسين البنى التحتيّة لمدينة ما وتطوير معالمها، أو الذي يهدف الى الحفاظ على البيئة وحمايتها وأيضاً الى المشاريع التي تخلق شيئاً من لا شيء». بناءً عليه، استحقت بلديّة جبيل الجائزة لأنّها «حوّلت مساحة خالية إلى مساحة خضراء هي حديقة عامّة تمتدّ على مساحة 14000 م، إلى جانب 5000 م مخصصة للمواقف». الحديقة تقع وسط المدينة في جوار المنطقة الأثريّة وهي تفتح أبوابها نهاية الشهر الجاري أمام الجبيليين والزوّار من مختلف المناطق. فالسياحات التي تميّز جبيل متعدّدة، أضافت عليها البلديّة السياحة البيئيّة. فبعد مشهد التخمة في البناء والعمار، كان لا بدّ من أن تتنفّس المنطقة تماشياً مع الشعار الذي ترفعه البلديّة بجعل جبيل مدينة صديقة للبيئة». الحديقة التي بدأ العمل بتنفيذها في أيلول 2010 تضمّ استراحات، مساحات مخصصة للمشاة والمتنزّهين، إلى جانب بركة مياه ومسرح ومساحات مخصصة لإقامة الحفلات والأعراس. المساحات الخضراء تزرع فيها شركة «إيكزوتيكا» الأشجار المعمّرة والحديثة من زيتون وسرو وبلح وليمون، إلى جانب الأزهار والورود والنباتات العطريّة، كلّ ذلك إلى جانب قسم مخصص للأطفال يضمّ ألعاباً متنوّعة.
اللافت أنّ المشروع الذي نفّذته البلديّة بالتعاون مع وزارة البيئة ومجلس الإنماء والإعمار، فاز قبل أن يكتمل تنفيذه «وفي ذلك تقدير من الجهات المنظّمة للمسابقة لأهميّته وأثره الإيجابيّ على بيئة المدينة وعائلاتها وأطفالها». ويقول حوّاط إن «حفل تسلّم الجائزة كان له صدى إيجابيّ وكانت قيمته المعنويّة كبيرة، فهي ليست خبريّة عاديّة أن تتسلّم بلديّة جبيل جائزة في برشلونة، في حضور كثيرين يظنّون أنّ لبنان هو بلد حرب وانقسامات ومشاكل، لقد أثبتنا لهم أنّ لبنان فيه الكثير من الإنجازات، وجبيل خير دليل على ذلك».
وشكّلت الزيارة الإسبانيّة مناسبة عقد خلالها حواط لقاءات تعارف وتبادل مع مسؤولين إسبان ورؤساء بلديّات مدن متوسطيّة أخرى. وقد شارك أعضاء المجلس البلديّ في ورشة عمل حول موضوع «مدن للمستقبل في المتوسّط» في مركز نقابة معماريّي كاتالونيا، حيث ألقى عضو المجلس البلديّ المهندس بشارة مونّس، الذي صمّم مشروع الحديقة العامّة، محاضرة حول «تنمية المدينة من خلال المدينة».
كلفة المشروع بلغت حسب حوّاط مليونين ونصف مليون دولار، وستتولّى لجنة مستقلّة إدارة الحديقة العامّة بإشراف البلديّة، وستكون للجبيليين رسوم خاصة لإقامة حفلات الأعراس في المكان المخصص في الحديقة. كما سيخضع المشروع للصيانة باستمرار ليليق بالزوّار وليكون متنفساً بيئيّاً صحيّاً وترفيهيّاً.