الصرفند | نجا المحامي سالم سليم (39 عاماً) وعائلته المؤلفة من زوجته نسرين وطفلتيه ساندرا (6 سنوات) وسرينا (عامين) من الموت، بعدما أمطر مجهولون في وقت مبكر من فجر أمس منزلهم في ضهور بلدة الصرفند، برشقات نارية من سلاح كلاشنيكوف. والمحامي سليم ناج من جريمة اغتيال القضاة الأربعة (حسن عثمان، عاصم أبو ضاهر، عماد شهاب، وليد هرموش)، التي وقعت قبل اثني عشر عاماً على قوس العدالة في قصر عدل صيدا، وكان سليم حينها في قاعة المحكمة فأصابته رصاصات المجرمين إصابات بالغة في فكّه ووجهه ورقبته.وعدّ سليم في حديث الى «الأخبار» إطلاق النار «أمراً خطيراً ورسالة غير واضحة المعالم والخلفيات والدوافع»، مؤكداً أنه «لا مشاكل شخصية لدي ولا عداوات، ولا أعتقد أنّ الاعتداء سببه قضايا قضائية أتولّاها كمحام». غياب معطيات كهذه جعل سليم يميل الى الربط بين إطلاق النار على منزله وقضية اغتيال القضاة الأربعة، قائلاً: «لا أستبعد أن يكون الاعتداء على منزلي مرتبطاً بقضية جريمة اغتيال القضاة الأربعة، ولا يوجد تفسير في الوقت الراهن إلا لاحتمال كهذا»، مضيفاً إن «التحقيقات وحدها ستبين ما إذا كان هناك رابط بين حادث الأمس وجريمة اغتيال القضاة الأربعة».
وكان المحامي سليم قد ألقى كلمة في احتفال أُقيم في التاسع من حزيران الماضي في قصر العدل الجديد في صيدا، لمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاغتيال القضاة، شاكياً من عدم استجوابه أو الاستماع اليه في جريمة اغتيال القضاة، وحتى من عدم وجود اسمه في تحقيقات أُجريت في القضية، ووفقاً لمصادر قضائية «فإن قضاة حضروا الاحتفال، تأثروا بمضمون كلمة سليم، وقال بعضهم له: أصبتنا في الصميم»، وإن قراراً بتحريك وتسريع ملف القضية قد اتخذ، حتى إن متابعين أفادوا بعقد جلسة قضائية في الأيام القريبة المقبلة لدفع القضية الى الواجهة مجدداً. ووفقاً لرواية سكان المنزل فإن إطلاق النار الكثيف وقع عند الثالثة والنصف من فجر أمس، حيث استفاق أفراد المنزل على وقع رصاص يخترق غرفه، ولا سيما غرفة نوم الطفلتين ساندرا وسارينا، وعاشوا معه لحظات مروعة. وأحصت مصادر أمنية اكثر من عشرين «مظروفاً» فارغاً، مشيرة الى أن الرصاص أطلق من على بعد أمتار معدودة، وقد حضر عناصر من استخبارات الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي، والأدلة الجنائية، وبوشرت التحقيقات.