طرابلس | يمكن الخروج بأكثر من خلاصة بعد انتهاء حفل افتتاح أعمال المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في دورته الأولى لعام 2011، الذي عقد أمس في مقر نقابة محامي طرابلس، تحت عنوان: «الأمة العربية بين طموح التغيير ومخططات الطائفية والتقسيم والتدخل الأجنبي». فقد بدا الاتحاد متفاعلاً ومؤيداً للحراك الذي يشهده العالم العربي. تمثل ذلك في مضمون الكلمات التي ألقيت في المناسبة، مع تركيزها على رفض أن يؤدي ذلك إلى تفتيت وتقسيم الدول العربية، التي تشهد هذا الحراك، وإدخالها في حروب اقتتال داخلي. فرئيس الاتحاد حمدي خليفة، المصري الجنسية، أكد أن «الشعوب العربية التي تدافع عن حقوقها، إنما تواجه أيضاً تحدياً أخطر وأعظم وأكبر، هو تحدي الاستعمار»، فيما رأى الأمين العام للاتحاد إبراهيم السملالي، المغربي الجنسية، أن «الزلزال الذي هز أرض العرب يلقي علينا تبعات ومسؤوليات عظيمة، نحن المحامين العرب».بدورها، أكدت نقيبة محامي بيروت أمل حداد «قيام شراكة في التصدي لكل ما يمزق مجتمعنا العربي»، فيما شدد نقيب محامي طرابلس بسام الداية على أن «المسائل التي تهز مجتمعاتنا تستدعي موقفاً واضحاً يميز بين ما هو مباح وما هو مرفوض، انطلاقاً من معيارين هما: حقوق الإنسان والحريات العامة، ووحدة الأمة بعناصرها كافة».
وأبرز إيجابيات انعقاد المؤتمر، تتمثل في إعادة نقابة محامي طرابلس إلى المدينة دوراً كان مفقوداً، وخصوصاً أنها استضافت أعمال المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب عام 1998. ومن هذا المنطلق، رأى الداية، أنّ هذه هي الصورة الحقيقية لطرابلس. وقد كان الحضور السياسي والقانوني الذي رافق حفل الافتتاح لافتاً، إذ حضر وزير العدل، شكيب قرطباوي، ممثلاً رئيسي الجمهورية والحكومة، والنائب إسطفان الدويهي ممثلاً رئيس مجلس النواب. ولم تشهد قاعة المحاضرات الكبرى في نقابة محامي طرابلس منذ سنوات حشداً كهذا، لدرجة أن مقاعدها وردهاتها ضاقت بالضيوف والمحامين.
ولم يُفوّت المتحدثون الفرصة لتوجيه انتقادات إلى الأنظمة العربية، وإن كانت هذه الانتقادات وغيرها ستكون محور النقاشات التي ستدور حتى يوم غد السبت. وسألت النقيبة حداد: «هل يحق لنا أن نتظلّم من ذئاب الخارج وبعض رُعاتنا يلتهمون لحومنا؟»، فيما أكد الداية لـ «الأخبار» حرص نقابته على استضافة طرابلس أعمال المؤتمر، للتأكيد أن طرابلس «مدينة موحدة، ومعقل العروبة والوطنية في لبنان». وبالنسبة إلى النتائج، أشار الداية إلى أن «أعماله ومناقشاته يدل عليها عنوانه، إذ يأتي في خضم حراك عربي، يجب أن يكون للقانونيّين، وهم طليعة الأمة العربية، موقف ورأي في هذه المواضيع»، مشيراً إلى ضرورة التضامن «لمنع أيّ تدخل خارجي يهدف إلى تشتيت الأمة العربية وضرب اقتصادها ونهب ثرواتها». وسيناقش «المكتب الدائم للاتحاد هذه المواضيع ويصدر توصيات بخصوصها».