عقدت محكمة الجنايات في بيروت، أول من أمس، برئاسة القاضية هيلانة اسكندر، جلسة لاستجواب المتهم راغب أ. في قضية مقتل عدنان شمص في أحداث الجامعة العربية عام 2008. وكان بارزاً خلال الجلسة رد المتهم راغب ا. تهمة القتل عنه، واتهامه رجا ز.، مالك محطة ز. في محلة وطى المصيطبة، وآخرين بقتل المغدور شمص والتنكيل بجثّته. بدأت الجلسة بترافع وكيل الجهة المدعية المحامي بلال الحسيني، الموكّل من أشقاء المغدور المطلوبين في جريمة قتل الزيادين، فكرر الادعاء على الجهة المتورطة باعتبار أن لا قناعة لدى موكّليه بأن الموقوف هو القاتل، لافتاً إلى أن هناك أكثر من شخص قتلوا عدنان ونكّلوا بجثته. تلى ذلك استجواب المحكمة للمتهم الذي حضرت عنه المحامية دارين حيدر المكلفة من نقابة المحامين، فأفاد المتهم بأن التهمة حيكت ضدّه فأُرهب تارة ورُغّب تارة أخرى، مشيراً إلى أن رجا ز. هدده بقتل عائلته إن لم يدّعِ أنه هو القاتل. وذكر راغب أن المذكور عرض عليه في سجن المحكمة العسكرية مبلغ 10 آلاف دولار، إضافة إلى راتب شهري قدره 500 دولار لذويه، في حال تبنيه الجريمة.
وأوضح أن نزيه ز.، الذي يعمل صرافاً، عرض بدوره على شقيقه أنور مبلغ 10 آلاف دولار مقابل أن يتبنى هو ارتكاب الجريمة. وأضاف أنه وُعد بـ«تظبيط القضاة لتخلية سبيله في ما بعد». وروى راغب كيفية حصول جريمة القتل، فذكر أنه شاهد المغدور يوم الجريمة قادماً من جهة ملعب الصفا يحمل سلاحاً حربياً رشاشاً، وأن تبادلاً لإطلاق نار وقع بين المغدور وبين نزيه ح. ورجا ز. وهيثم ح. الذين أطلقوا النار باتجاهه، لافتاً إلى أن الأول والأخير أطلقا النار في الهواء فيما صوّب رجا باتجاهه مباشرة فأرداه. إثر ذلك، عرض المحامي الحسيني صور الجثة المنكل بها سائلاً المتهم عن المنكّلين، فأفاد بأن سبعة أشخاص من بينهم عصمت ز. وكمال أ. ووليد أ. وآخرين كانوا يحيطون بالجثة. وذكر أنه يعرف من بين هؤلاء شخصاً، يعمل دهّاناً، شارك بالتنكيل في الجثة وتوجيه السباب والشتائم أثناء ذلك.
وقد صودف وجود والدة المتهم في قاعة المحكمة، فاقتربت من قوس العدالة حيث تجلس هيئة المحكمة، لتكرر بأنهم هُددوا بالقتل وطُردوا من منزلهم، فطلب المحامي أخذ شهادتها. وبعد موافقة القاضي، أفادت السيدة بأن العائلة طُردت من وطى المصيطبة بعدما ظهر ابنها أنور في أحد البرامج التلفزيونية ليعلن بأن تهديدات وُجهت الى العائلة، وأن أموالاً عُرضت عليهم مقابل اعتراف شقيقه بالجريمة. وطلبت النيابة العامة الاستماع إلى رجا ونزيه ز. والطبيب الشرعي كيفورك قيومجيان الذي عاين الجثة، وأرجأت هيئة المحكمة الجلسة إلى أول تشرين الثاني من العام الجاري بعدما طلب وكيل الادعاء لائحة شهود للاستماع إليهم.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن ثمة تناقضات بين مضمون إفادة المتهم وأقواله أمام التحقيق العسكري ولدى تمثيل الجريمة، وبين كيفية حصول الجريمة. فالمتهم ذكر في اعترافاته السابقة وقائع تخالف مضمون تقرير الطبيب الشرعي الذي يشير الى مواضع إصابات مختلفة عما أدلى به المتهم.