شهدت بلدة ضهر الصوّان المتنية جريمة قتل مروِّعة قبل يومين. فقد ذُبحت السيدة جوليا صهيون (77 سنة)، داخل منزلها، من الوريد إلى الوريد. القاتل حاول اغتصابها، إذ إن سروالها وُجد ممزّقاً على نحو يبيّن حصول محاولة اعتداء جنسي. اكتشف شقيق المغدورة جثة شقيقته غارقة بدمائها في منزلها، بعدما حاول الاتصال بها أكثر من مرّة، لكنها لم تجب. قصد منزلها بعدما ظنّ أن عارضاً صحيّاً ألمّ بها، فوجد شقيقته جثة تسبح في دمائها.بدأت القوى الأمنية التحقيقات والاستقصاءات لكشف ملابسات الجريمة. انتقل المحامي العام في جبل لبنان كلود غانم إلى مسرح الجريمة لمعاينة المكان بحضور عناصر من التحري بإمرة الملازم أول مازن الصايغ الذي يتولى التحقيق. عاينوا المكان، فتبين أنه لا شيء سُرق من داخل المنزل. كذلك، كان لا يزال في حقيبة يدها نحو 500 ألف ليرة، ما ينفي فرضية السرقة.
بعد نحو ساعة على حصول الجريمة، أوقفت القوى الأمنية قاصراً (16 عاماً) بعد الاشتباه فيه بارتكاب الجريمة. الفتى الموقوف الذي يعمل في خدمة التوصيل (ديليفري) في متجر في المبنى نفسه، التقطت كاميرا مراقبة صورته أثناء صعوده إلى منزل المغدورة. استُجوب الموقوف في مخفر برمانا، فأدلى بأنه أوصل أغراضاً للمغدورة التي نقدته إكرامية قدرها ألف ليرة. وذكر كذلك أنه مكث نحو دقيقة أمام باب منزلها ريثما تعطيه الإكرامية قبل أن يغادر، لكن كاميرا المراقبة أظهرت أنه لبث عندها 17 دقيقة. وذكر مسؤول أمني لـ«الأخبار» أنه وُجدت آثار لنقطة دماء على حذاء الفتى، أُرسلت إلى مكتب الأدلة الجنائية لتحديد الجهة التي تعود لها. المسؤول الأمني أشار إلى أن الشبهات الدائرة حول الموقوف لجهة الكذب في إفادته وآثار الدماء على حذائه تكاد تجزم بضلوعه في ارتكاب الجريمة. لكنه لفت إلى أن الأخير كان يرفض في البداية أن يعترف. النتائج الأولية للفحص بيّنت أن الدماء تعود للمغدورة. احتال المحققون على الفتى لدفعه إلى الاعتراف، فأرسلوا له مشغّله ليطمئنه إلى أنه قاصر، وإذا اعترف بجريمته فلن يُسجن أكثر من عامين. انطلت الخدعة على المشتبه فيه فقرر الاعتراف. أقرّ أمام المحققين بتفاصيل جريمته. أخبرهم بأنه طلب أن يمارس الجنس مع المغدورة، فرفضت وطردته. اندفع نحوها محاولاً اغتصابها، فدفعته عنها محاولة الهروب منه، لكنه ضربها على وجهها فسقطت غائبةً عن الوعي، علماً بأنها مريضة. سحبها إلى داخل غرفة النوم حيث مددها قبل أن يهمّ بالخروج، لكنه سمع أنينها فقرر أن يقتلها خوفاً من أن تفضحه. دخل إلى المطبخ وأحضر سكيناً ثم ذبحها. اعترف القاصر بأنه «ذبحها كما تُذبح الدجاجة». لم يغادر فوراً، بل أحضر منشفة وعمد إلى مسح بصماته عن قبضة السكين لإخفاء هويته. وأفاد المشتبه فيه بأنه خرج من دون أن يتأكّد من وفاتها.
يذكر أن القتيلة موظفة مصرف متقاعدة، وكانت تُقيم في منزلها وحدها، وهي غير متزوّجة وتعاني من مرض السرطان. ومن المتوقع أن يقوم المشتبه فيه بتمثيل الجريمة اليوم في حضور قاضية التحقيق في جبل لبنان سمر السواح ومؤازرة القوى الأمنية.