طلب قاضي التحقيق في جبل لبنان، زياد مكنا، إنزال عقوبة الإعدام بحق والد مسنّ قتل ابنته لأنها خالفت أوامره. فقد بيّنت وقائع التحقيقات أن تفاقم الخلافات بين الوالد يوسف س. ابن الثمانين عاماً وابنته نيليان انفجر في ليلة ظلماء؛ إذ مع بزوغ فجر يوم الجريمة، دخل الوالد المسن غرفة ابنته أثناء نومها في سريرها. اقترب منها دون أن يوقظها، وضربها بآلة حادة على رأسها، ما أدى إلى كسر في جمجمتها وأحدث نزفاً داخلياً سبب وفاة المغدورة على الفور. أوقف المتهم وبدأت التحقيقات لتبيان الدوافع وكشف الملابسات، بعدما ادّعى زوج المغدورة على الوالد الذي اعترف بجريمته. كانت المغدورة نيليان تقيم مع أولادها في منزل والدها المدعى عليه في بلدة بياقوت بسبب سفر زوجها نخلة ق. إلى أفريقيا. وتبين أن خلافات نشأت بينها وبين المدعى عليه، عزاه الأخير إلى خروجها المستمر من المنزل وتمضية السهرات خارجاً. وتوصلت التحقيقات إلى أن الخلاف تفاقم بعدما طردت المغدورة سيدة من التابعية الأفريقية كان قد تعاقد معها لتعمل خادمة في المنزل، وذلك بعدما علمت القتيلة بأن والدها تحرّش جنسياً بالخادمة. قرار الابنة بطرد الخادمة صعّد من حدة الخلافات التي استمرّت حتى يوم الجريمة. في ذلك اليوم، أمضت نيليان نهارها برفقة أولادها وشقيقتها على شاطئ البحر. عادت إلى المنزل قبل أن تقصد تعاونية مجاورة لشراء حاجات للمنزل، وفور عودتها إلى المنزل وقع شجار بينها وبين والدها الذي اتهمها بأنها ذهبت لمقابلة أحد الأشخاص. ونتج من الشجار ارتفاع ضغط الدم لدى الوالد، فنُقل إلى المستشفى حيث أُعطي العلاج اللازم ثم عاد إلى المنزل وخلد إلى النوم. ساعات النوم لم تهدّئ من غضب الوالد الذي استيقظ مع بزوغ الفجر متعمّداً قتل ابنته بسبب عدم التزامها توجيهاته في عدم الخروج من المنزل.
أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان قراره الظني وفقاً لمطالعة النيابة العامة الاستئنافية، فوجد أن فعل المدعى عليه بإقدامه على قتل ابنته عمداً يمثّل الجناية المنصوص عليها في المادة 549 من قانون العقوبات التي تنص على الإعدام.