بعدما عجز طالب زلايا عن تحصيل حقه عبر القانون، وبعدما ملّ من تلكؤ القوى الأمنية والأجهزة القضائية عن التجاوب معه، قرر تحصيل حقه بيده وعلى طريقته الخاصة. وزّع زلايا رسالة كتبها بخط يده يمهل فيها ربيع ش. 5 أيام لإعادة حقه إليه، وإلا... على أن يكتب بعدها رسالة ثانية يوضح فيها ما فعل لـ«القوى الأمنية والرأي العام». ما هي القصة؟ ما إن يسمع صاحب الرسالة هذا السؤال حتى يبدأ بسرد قصته، التي بدأت منذ سنة ويمكن أن تنتهي قريباً بمأساة. اشترى زلايا سيارة تبيّن أن فيها عطلاً في «الفيتاس». أخذها إلى محل الميكانيكي ربيع ش. الكائن في منطقة الأوزاعي بغية إصلاح العطل. يقول زلايا إنه منذ سنة والسيارة ما زالت في محل التصليح، وربيع لا يريد إعادتها إليه، رغم كل المبالغ التي قبضها. خلال السنة الماضية، وبعدما يئس زلايا من تحصيل حقه، وعجز حتى عن استرداد سيارته، توجه إلى النيابة العامة في بعبدا وتقدم بشكوى قضائية. قبلت النيابة الشكوى وأحالتها إلى مخفر الأوزاعي لاستدعاء صاحب محل تصليح السيارات، الذي ما إن عرف بالأمر حتى غادر المنطقة وغيّر مكان عمله وعنوان سكنه. يقول زلايا إنه تابعه إلى حيث انتقل، من دون أن يحصل على حقه، فتوجه إلى القوى الأمنية وسأل عن سبب عدم ملاحقة المدّعى عليه، فكان الجواب أنه انتقل إلى مكان آخر. يستغرب زلايا هذا الجواب، لأن الرجل لم يبتعد كثيراً عن الأوزاعي، ويتساءل: «حتى لو كان بعيداً، فهل أصبح في دولة أخرى مثلاً، ما يحول دون ملاحقته؟».
مشكلة زلايا مع ربيع تلقي الضوء على ما يعانيه المواطنون مع القوى الأمنية، لجهة التلكؤ وعدم الجدية في متابعة القضايا وتحصيل الحقوق، فضلاً عن المعاناة مع القضاء الذي يمكن أن تتقدم أمامه بشكوى، فتمر سنوات قبل أن يصل الإخطار بها إلى المدّعى عليه، فيكون عندها «يلّي ضرب ضرب ويلّي هرب هرب».