أقدم نحو 30 مواطناً في منطقة الضنية، قرابة التاسعة من صباح أمس، على إقفال مكتب شركة كهرباء لبنان في بلدة سير، احتجاجاً على الانقطاع المتكرر والدائم للتيار الكهربائي عن مناطقهم، الذي يلحق بهم أضراراً كبيرة، وينعكس سلباً على دورة حياتهم الطبيعية في شهر رمضان. وقد فوجئ موظفو المكتب الذين كانوا ينفذون إضراباً مفتوحاً تضامناً مع زملائهم في بقية المناطق اللبنانية، من أجل الضغط على الحكومة للاستجابة لمطالبهم، بدخول مواطنين غاضبين إلى المكتب في أول حادثة من نوعها في المنطقة، وأخبروهم أنهم سيقفلونه اعتراضاً على عدم استجابة وزارة الطاقة والمياه لرفع المعاناة عنهم، وتأمين التيار الكهربائي لهم، وأنهم أمام خيارين: إما أن يبقوا داخله أو أن يخرجوا، ففضل الموظفون الخروج من المكتب ومغادرته إلى بيوتهم.وقد نفى موظفون في المكتب لـ «الأخبار» حصول أي إشكالات أو تلاسن مع المواطنين، أو أن يكون أحد منهم يحمل سلاحاً، بل «كان هناك تفهمٌ لمطالب المحتجين على التقنين القاسي الذي يعانونه خلال شهر رمضان وفصل الصيف».
بدورهم، أوضح عدد من المواطنين الذين شاركوا في التحرّك الاحتجاجي، وفضّلوا عدم كشف أسمائهم، أن خطوتهم «جاءت بعد معاناة طويلة مع التيار الكهربائي، إذ إنه إما أن يكون غائباً أو مقطوعاً معظم الأحيان، حتى خلال فترة مداورة التقنين، التي تمتد أحياناً لتصل إلى 12 ساعة يومياً، وإما أن يكون التيار ضعيفاً (بين 100 ـــــ 120 فولت في أحسن الأحوال، رغم وجود ترانسات تقوية في المنازل والمحال التجارية) ما يحول دون تشغيل المعدات الكهربائية، لا بل إنه في كثير من الأحيان يؤدي إلى تعرّض هذه المعدات لأعطال، ولإتلاف محتوياتها من الأطعمة والسلع، نتيجة ضعف التيار على نحو عام».
وكشف بعض المحتجين أن «خطاً للتوتر العالي يربط بين بلدتي سير وبقرصونا أصيب بأعطال منذ أيام، ما فاقم المشكلة أكثر، وقد راجعنا بالأمر المسؤولين أكثر من مرة، إنما من غير أن نلقى أي استجابة من أحد، فعمدنا إلى القيام بهذه الخطوة»، متوعداً بـ «خطوات تصعيدية أخرى، إذا لم تُعالَج المشكلة ويعود التيار على نحو طبيعي وعادل إلى المنطقة في أسرع وقت ممكن، ويؤمّن لنا مثل بقية المناطق اللبنانية التي تنعم بالتيار، ولو لساعات يومياً».
تجدر الإشارة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي وضعفه في الضنية، أديا إلى «هروب» أعداد كبيرة من المصطافين منها، ما ألحق أضراراً كبيرة بأهالي المنطقة، الذين يؤمن لهم موسم الاصطياف مردوداً مالياً
مقبولاً.