ما الذي انفجر في أنطلياس؟ قنبلة يدوية أم عبوة ناسفة؟ يبدو أن النقاش لم يُحسم بعد. إذ إن تضارب المعلومات في هذا الإطار خلق نوعاً من البلبلة تتناسب والموجة السياسية السائدة في البلد. فرغم أن مسؤولين أمنيين أكّدوا لـ«الأخبار» عثورهم على حلقة معدنية يُعتَقَد انها «حلقة أمان» القنبلة التي أحدثت الانفجار، ورغم أن تقرير المختبر الجنائي لم يصدر بعد، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس، على مجهولين بالاشتراك مع المتوفين حسان نصار وإحسان ضيا لتجهيز عبوة ناسفة وتفجيرها في مرأب للسيارات في أنطلياس أول من أمس، وإحداث أضرار مادية وتخريب في السيارات والممتلكات، وجرح عدد من الأشخاص.ورغم أن ادّعاء صقر قد يكون مستنداً إلى تقرير خبراء المتفجرات في الجيش، علماً أن التحقيق الجنائي لم ينته بعد، أكدت مصادر موثوقة في الجيش لـ«الأخبار» حسم هوية الجسم المشبوه لجهة أنه قنبلة يدوية انفجرت عن طريق الخطأ. وعلمت «الأخبار» من أقارب الضحية ضيا أن مسؤولاً أمنياً في استخبارات الجيش أكّد لهم أنهم عثروا على حلقة القنبلة على بعد سبعة أمتار من موقع الجريمة، مشيراً إلى أن القنبلة المستعملة هي من طراز ميلز وهي من النوع الشديد التشظي.
ودافع مصدر مطلع على القضية عن قرار القاضي صقر قائلاً إن وجود آثار لشريط لاصق ولكرتون محترق يشيران إلى احتمال وجود عبوة ناسفة. ولم ينف المصدر وجود قنبلة يدوية، إلا أنه لفت إلى أنها قد تكون جزءاً من العبوة. لكن كلام المصدر المذكور نفاه خبير عسكري قال لـ«الأخبار» إن وجود قنبلة ضمن عبوة ناسفة يعني نزع حلقة أمان القنبلة وصاعقها واستخدام صاعق بديل لها. وبحسب الخبير عينه، فإن وضع قنبلة مع حلقة الأمان التابعة لها ضمن كمية صغيرة جداً من المواد المتفجرة، ومن دون استبدال صاعق تفجير القنبلة، لن يؤدي حتماً إلى انفجار القنبلة.
وبموازاة التحقيقات، شيعت بلدة بافليه (صور، آمال خليل) أمس، ابنها إحسان ضيا حيث خيمت على عائلته وأبناء المنطقة حال من الوجوم والصدمة والغضب بسبب الغموض الذي لا يزال يلف ملابسات الحادث من جهة وبسبب ما وصفوه بـ«الشائعات المغرضة» التي تداولتها بعض وسائل الاعلام بحق الضحيتين. وطالبت فعاليات البلدة «بملاحقة كل من روج الشائعات عن عمل تخريبي كان ضيا ونصار بصدد تنفيذه».