بين الثامنة والنصف والتاسعة، صباح أمس، اقتحمت 4 سيارات باحة جمعية التضامن الدرزي، في فردان. ووفقاً لما ينقله عضو الجمعية نديم زيتوني، فإن الباحة التي تحوي مقابر الموتى، داخل ساحة الجمعية، تعرضت للتخريب، بعدما كسر «المهاجمون» سيارتين متوقفتين في الساحة، إحداهما يملكها هو شخصياً، والثانية يملكها الشيخ جهاد بهيج الديك. ولم يتوقف الأمر على ذلك، إذ تعرض الشيخ الديك نفسه للضرب بالعصي، ما استوجب نقله فوراً إلى مستشفى الجامعة الأميركية، قبل أن يعود عصراً، وقد بدت عليه آثار الاعتداء بوضوح. وإلى الديك، تعرض شيخان آخران للضرب، بعدما حاولا مساعدته، علماً بأن عدد المهاجمين «فاق العشرة». ورغم حضور القوى الأمنية إلى المكان بعد الحادث، فإن الموظفين في الجمعية الملاصقة لدار الطائفة الدرزية، صبوا جام غضبهم على القوى الأمنية، متهمين إياها بـ«التواطؤ مع المعتدين الذين دخلوا من البوابة الرئيسية وخرجوا منها وأطلقوا النار في منتصف الباحة».وفي هذا الإطار، لم يرغب زيتوني في اتهام طرف محدد، بيد أنه ذكّر بسلسلة من الإشكالات، كان آخرها مع «حرس الوقف» والتي يفترض أنها انتهت، بعدما راجعت الجمعية الضابط المسؤول في جهاز أمن السفارات الذي «اتخذ إجراءات صارمة واحترم الوقف» قبل أن يعاود الحرس تكرار الأعمال ذاتها. ويلخص زيتوني هذه الأعمال بسماح قوى الأمن الداخلي بدخول أشخاص لا يحق لهم الدخول إلى المدافن. ولكن يحكى في الجمعية بصوت مرتفع أن خلافات الجمعية مع الوقت تفاقمت كثيراً، إذ لا يزال السباق مع الوقت وفي المحاكم متواصلاً، بين المجلس المذهبي الدرزي وجمعية التضامن الخيري الدرزي على ملكية العقار الرقم ٢٠٤٦، وفي بداية النزاع، كانت قد سرت شائعات تؤكد نيّة المجلس المذهبي استثمار جزء كبير منه لبناء مركز تجاري.
هكذا خرجت حادثة أمس عن سياق النزاع القضائي بين الطرفين، واتخذت شكلاً عنفياً، وسط أجواء «لا توحي بالتفاؤل بحل المشكلة»، طالما أن جمعية التضامن الدرزي تصر على إدارة شؤون الأرض التي تملكها، بينما يحكى عن رغبة الوقف في إدارة كل شؤون أملاك الدروز.
(الأخبار)