سُجّل خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب البلاغات الرسمية الواردة إلى قوى الأمن، حصول 38 حادثاً أمنياً استُخدم فيها السلاح الحربي، وذلك على مختلف الأراضي اللبنانية. أغلب هذه الحوادث كانت نتيجة خلافات فردية، وبعضها أدّى إلى إصابات مختلفة، من دون أن يُفاد بسقوط قتلى. أما عن أسباب الخلافات التي أدّت إلى إطلاق النار، فهي، كما في الفترات الماضية، بسيطة وأحياناً «سخيفة»، ومن دون أسباب واضحة. فمثلاً، قرر بضعة أشخاص، مجهولي الهوية، إطلاق النار في منطقة وادي الزينة على أشخاص آخرين، ولكن من دون أن يصاب أحد بأذى. مطلقو النار كانوا على متن سيارة، وقد فرّوا إلى جهة مجهولة.
بالنسبة إلى القوى الأمنية، فإنه «يعتقد أن إطلاق النار حصل بسبب خلافات سابقة بين أشخاص من النَّوَر وفلسطينيين».
«فوضى» إطلاق النار لا تستثني أحداً، حتى رجال الأمن وأفراد الجيش. فثمة عسكري برتبة عريف في الجيش، أطلق النار من مسدس حربي في الهواء في منطقة البوشرية ـــــ الجديدة، وذلك بسبب خلاف بينه وبين طفل لا يتجاوز عمره 10 سنوات. الحادثة حصلت عندما كان الطفل يطلق النار من بندقية صيد باتجاه «جرذان»، فأصابت بعض حبّات الخردق منزل العسكري، الذي «حطّ راسه براس الطفل» وافتعل معه مشكلة ثم أطلق النار. صحيح أن فعل العسكري مستغرب، ولكن السؤال، الذي لم تجب عنه القوى الأمنية، كيف لطفل أن يحمل بندقية صيد ويطلق النار منها، من دون حصول تحقيق مع ذويه؟
حادثة أخرى سجلت في منطقة رياق ـــــ البقاع. حصل شجار بين طفلين، لم يطلقا النار هذه المرة، ولكنهما كانا سبباً في ذلك؛ إذ أصيب شخص. فبعد إشكال بين طفلين، ينتمي كل منهما إلى عائلة كبيرة، تدخل أحد الأشخاص من أقرباء أحد الطفلين وأطلق النار من مسدس حربي ليصيب بطلق ناري شخصاً لا علاقة له بالمشكلة من أصلها، أما مطلق النار ففر إلى جهة مجهولة.
طبعاً، لم تمض الأيام الثلاثة الماضية من دون أن تسجّل فيها حالات إطلاق نار في الهواء، بعضها بسبب «الحزن» أثناء تشييع موتى، وبعضها الآخر «ابتهاجاً» بعرس أو مولود جديد.