بات غياب التيار الكهربائي عن منازل اللبنانيين أمراً مألوفاً، رغم مضيّ 11 عاماً من الألفيّة الثالثة. لكن أن تغيب كهرباء الدولة عن مراكز الدولة نفسها، في أوقات العمل، فهذا أمر غير مألوف، علماً بأن المتضرر الأول يبقى هو المواطن نفسه. فقد اشتكى أحد المواطنين المتقاضين، أمس، من غياب الكهرباء عن طبقة بكاملها داخل قصر العدل في بيروت، تضمّ غرف محكمة الجنايات والنيابة العامة الماليّة والهيئة الاتهاميّة. وقد توجّه، بعد طول انتظار في ردهة العدلية، إلى الموظفين بالسؤال عن سبب «العتمة» التي تلفّ المكان، فلم يسمع سوى عبارة «خلّيها على الله». إذ تبيّن أن الكهرباء غائبة عن الطبقة تماماً منذ يومين، بسبب عطل تقني أصاب شبكة التوصيل، بما يحول دون إجراء الاتصالات الهاتفية أو استخدام الفاكس، ما يعني أن المحكمة إذا أرادت التواصل مع إدارة السجون بشأن وضع سجين ما، فإن ذلك غير ممكن. طبعاً، هذا كله فضلاً عن الحر الشديد، الذي، لسوء حظ الموظفين والمتقاضين، زاد خلال اليومين الماضيين. الموظفون أكدوا أنهم أبلغوا المعنيين بوجود المشكلة منذ اليوم الأول، فيما أكد مسؤول قضائي، معنيّ بشؤون العدلية، أنه لا علم لديه بهذه المشكلة من الأصل، وأنه سيعمل من اليوم على إصلاح العطل.