يحقق الانتربول في قضية سرقة مجموعة نقود هللينستية ورومانية معروفة باسم «كنز بنغازي» من المصرف التجاري في هذه المدينة الليبية في أيار الماضي، إبان الثورة التي شهدتها ليبيا. يعود الكنز إلى الفترة الهللينستية والرومانية، حين كانت قطع النقد تضرب من الذهب والفضة. وهي تعدّ من أهم القطع الأثرية التي يجري عبر دراستها اكتشاف الحضارات القديمة، علماً أن كنز بنغازي الذي اكتُشف في منطقة برقا لم يدرسه العلماء بعد.«سرقة الكنز ليست حدثاً معزولاً» بحسب المدير المساعد لمنظمة اليونسكو للثقافة فرنشيسكو بندرين، الذي قال: «من المتعارف عليه أن سرقة الآثار تحدث في زمن النزاعات المسلحة، أو في فترات الصلح، وهذا واقع تحاربه منظمة اليونسكو بانتظام».
لكن اللغز يكمن في سرقة الكنز، إذ إن عصابة عملت على ثقب السقف الإسمنتي لخزنة البنك التجاري في مدينة بنغازي للوصول إلى القطع النقدية، مما يشير الى أن السرقة كانت مدبرة مع بدء العمليات العسكرية، لكن مع ترويج لحرص حلف «الناتو» على عدم التعرض للمواقع الأثرية في عمليات القصف الجوي، جعل من شبه المستحيل عالمياً نشر خبر سرقة الكنز على نحو مفصل. ويخشى العلماء من تعرض هذه القطع الفريدة من نوعها للتذويب لبيع معدنها الذهبي، فيما يرجح الآخرون أن تختفي في سوق الآثار، التي تزدهر على الحدود مع مصر.
مما دفع ببندرين الى تحذير دور المزاد العلني العالمية من بيع هذه القطع، وخصوصاً أنه يحق لليبيا استردادها إذا ما عرضت في الأسواق.