البقاع | حتى اليوم، مضى على خطف المسؤول المالي والإداري في معمل «ليبان ليه» في منطقة حوش سنيد، أحمد زيدان، ثلاثة أيام من دون أن تتمكن القوى الأمنية من العثور عليه أو على خاطفيه، على رغم التحرك السريع على مستوى كافة الأجهزة الأمنية، وأعمال الدهم لعدد من المنازل والأماكن في بلدات حورتعلا وبريتال وجرود السلسلة الشرقية. وبموجب التحقيقات الأولية تبين، بحسب مصدر أمني، أن هوية الخاطفين باتت معروفة (ثلاثة أشخاص لبنانيين من آل إ. و. ط.، مطلوبين للقضاء بموجب مذكرات توقيف عدلية، بالإضافة إلى آخر سوري من عائلة ك). إلا أنه لم يتم بعد تحديد المكان الذي لجأوا إليه بعد عملية الاختطاف، فيما تشير ترجيحات أمنية إلى أنهم قصدوا بلدة طفيل على الحدود اللبنانية ـ السورية، مشدداً على أن التحريات والاستقصاءات تسير بسرعة لمتابعة الخاطفين وتوقيفهم بأسرع وقت، خصوصاً أن زيدان «يعاني وضعاً صحياً دقيقاً». ولليوم الثاني نفذ عمال ومستخدمو «ليبان ليه» اعتصاماً أمام المعمل على طريق بعلبك الدولية، مطالبين الأجهزة الأمنية بالإسراع في تحريره نظراً إلى وضعه الصحي. أسباب الخطف يرجح أن تكون مالية، علماً أن الخاطفين لم يتواصلوا حتى اليوم مع عائلة زيدان ولم يطالبوا بفدية. ورجحت المصادر الأمنية «عدم الاتصال والمطالبة بالفدية يعود الى عدم استقرار الخاطفين في مكان محدد بسبب التضييق الذي تمارسه القوى الأمنية عليهم».
خطف زيدان بدا كنقطة الماء التي أفاضت كأس الحوادث الأمنية التي تعيشها منطقة البقاع التي تشهد منذ ثلاثة أشهر حالاً من القلق والخوف، بسبب الازدياد الملحوظ في عمليات سرقة المنازل وخطف المتمولين وسلب سيارات الأجرة والمحال تجارية في قرى منطقة بعلبك وبلداتها. وقد دفع الفلتان الأمني بعائلات المنطقة وتجارها الى الاعتصام في أكثر من مناسبة، والاجتماع مع قادة الأجهزة الأمنية، لرفع الصوت عالياً والمطالبة بتوقيف المتورطين والمخلين بالأمن بغية إعادة الهدوء والاستقرار، ولم يحصلوا في حينها سوى على وعود بالمعالجة.
إلا أن هذه الوعود يبدو أن القوى الأمنية شرعت بتنفيذها، حيث كمنت دورية من مفرزة بعلبك في الشرطة القضائية، قرابة الثانية فجر أمس لأشهر المطلوبين للقضاء اللبناني المدعو عباس ج.، الملقب بـ«عباس كاتيا» وتمكنت من توقيفه. كذلك أوقفت دورية أخرى المدعو ع. ن (31 عاماً)، في بلدة تمنين التحتا أمس، وهو مطلوب أيضاً للقضاء بموجب خلاصة حكم ومذكرتي توقيف وبلاغ بحث وتحر بجرائم سرقة وسرقة سيارات. وأوقف المدعو أ.ز (21 عاماً) المطلوب للقضاء بموجب عدة خلاصات حكم ومذكرات توقيف بجرائم مختلفة، وضبط معه مسدس حربي «خلبي» ومبلغ من المال من فئات مختلفة وقطعة معدنية على شكل مفتاح تستعمل لفتح السيارات، ومئة دولار مزيفة وكمية من حشيشة الكيف تقدر بنحو 50 غراماً. وفي السياق نفسه، وعلى طريق عام بدنايل، أوقف ثلاثة أشخاص كانوا داخل سيارة من نوع هوندا أكورد، وهم: م. ق. (21 عاماً)، وع. ق. (27 عاماً)، و ن.غ (19 عاماً) سوري الجنسية، وقد ضبط بحوزة الأخير نحو نصف غرام من الكوكايين، ليتبين بموجب التحقيقات الأولية أنه أقدم على سرقة عدد من السيارات ويتعاطى المخدرات، بالإضافة إلى وجود بلاغ بحث وتحر بحقه، أما ع. ق فتبين أنه توجد بحقه مذكرات عدلية عدة.
وإذا كانت أعمال سرقة المنازل والمحال التجارية، التي فاق عددها الخمسين حالة في غضون شهر تشرين الثاني الماضي، والعشرة في الأيام القليلة الماضية، تسبب القلق لأهالي قرى تمنين وقصرنبا وبيت شاما وحوش الرافقة وشمسطار وطاريا وبوداي، وقرى أخرى في شرق بعلبك، فإن عمليات الخطف وطلب الفدية وسلب سيارات «التاكسي» برزت كظاهرة جديدة أكثر خطورة من غيرها. ويرى مسؤول أمني أن عمليات الخطف «جاءت نوعاً ما بديلاً عن عمليات سرقة وسلب السيارات ومفاوضة أصحابها على مبالغ مالية لاستردادها»، فمنذ شهر آب الماضي، تاريخ اختطاف أحد التجار السوريين من منطقة البقاع الأوسط، وهذا النوع من العمليات بدأ يطفو على سطح الحوادث الأمنية، لتتبعها أربع عمليات أخرى منها اختطاف أحمد زيدان.
وعلى رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي شرعت القوى الأمنية باتخاذها عقب خطف زيدان، سجلت أول من أمس عملية سلب فان لأحد السوريين وهاتفه الخلوي، على طريق فرعية بالقرب من مستشفى دار الأمل، وذلك على أيدي ثلاثة سوريين ولبنانيين، اتفقوا معه على نقل أشخاص لقاء 600 دولار، ثم شهروا سلاحاً حربياً بوجهه وفروا إلى جهة مجهولة. وتعدّ حوادث سلب سيارات الأجرة من الحوادث الأمنية التي برزت في الآونة الأخيرة، فقد سلبت منذ أسبوع سيارة المدعو رشيد ضو من ذوق مصبح، وهي من نوع كيا، لدى وصوله إلى مفرق بلدة الطيبة ـ بعلبك، حيث طلب الشخص الذي يقله من بيروت أن يتوقف إلى جانب شخصين آخرين قبل أن يشهروا جميعاً أسلحتهم، ويسلبوه سيارته وهاتفه الخلوي ومحفظته الشخصية. وأوضح المسؤول الأمني أن غالبية عمليات سلب سيارات الأجرة تحصل «بالتنسيق بين الشخص الذي يستقل التاكسي من بيروت، والأشخاص الذين ينتظرونه على طرقات فرعية في البقاع، حيث يجري التواصل عبر الهواتف لتحديد أماكنهم»، كاشفاً أن عدداً من الذين يشاركون في هذه العمليات «متعاطو مخدرات، يقدمون على الأمر بدافع الحصول إما على بضعة غرامات من المخدرات أو على مبالغ مالية لا تتجاوز المئة دولار». ورأى المسؤول الأمني أن القوى الأمنية «لا يمكنها استجلاء هوية كل شخص يستقل سيارة تاكسي»، طالباً من السائقين التواصل مع غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي (رقم 112)، والابلاغ عن المكان الذي يقصدونه في البقاع، فضلاً عن «عدم تلبية طلبات الزبائن بالدخول في طرقات فرعية يجهلونها».



سيارات وغالونات مازوت

سجل شهر تشرين الثاني ارتفاعاً كبيراً في معدل السرقات في قرى وبلدات بقاعية، بحيث تجاوزت خمسين عملية، ما خلا تلك التي لم يبلغ عنها أصحابها، إما بسبب قيمتها المتدنية، وإما لعدم التسبب بمشاكل بين العائلات. وبحسب تقارير أمنية فإن سوبر ماركت علي شحادة في قصرنبا تعرضت بداية الشهر المنصرم للسطو على أيدي أشخاص ملثمين، وكذلك منزل فؤاد الدوماني الذي سرق بواسطة الكسر والخلع قبل إحراقه. وفي بلدة قصرنبا أيضاً سرق محول كهربائي من فرن عبد الملك نظام (سوري الجنسية). السيارات كان لها حصة من السرقات، فقد أقدم مجهولون على سرقة ثلاث سيارات من بلدة بدنايل وتل عمارة وقصرنبا. ومع بداية الشهر الجاري سرق مجهولون مزرعة المدعو عبد الكريم الرمح في بلدة بدنايل، وفي محلة الروضة ـ كفردبش أقدم مجهولون على سرقة مولد كهربائي من أحد المنازل، ومنشار حطب في تمنين الفوقا. وبحسب مصدر أمني فإن من بين المسروقات غالونات مازوت ومعدات منزلية صغيرة.