أثمر التضييق الذي مارسته عائلات بلدتي بريتال وحورتعلا على خاطفي عضو مجلس إدارة معمل «ليبان ليه» أحمد زيدان، إضافة إلى الضغط الذي مارسته الأجهزة الأمنية، إطلاق زيدان بعد أربعة أيام على اختطافه. فبعد الإتصالات العائلية المكثفة في البلدتين، والتي ترافقت مع عمليات دهم متواصلة لوحدات من فوجي «المجوقل» و«التدخل الثاني» في الجيش اللبناني لجرود بريتال وحورتعلا وطفيل الحدودية، وتوقيف عدد من المشتبه بهم، أطلق الخاطفون زيدان (61عاماً) في جرود بريتال فجر أمس. وفيما نقل المخطوف المحرر سريعاً إلى بيروت مع ساعات الصباح الأولى، أكد مصدر أمني أن «الخاطفين لم يحصلوا على فدية مالية لقاء إطلاقه»، مشيراً إلى أنهم تنبّهوا، خلال فترة الخطف القصيرة، «إلى وضعه الصحي الدقيق لجهة ارتفاع ضغط الدم والسكري والعوارض القلبية لديه، فوفّروا مادة الأنسولين له من احدى الصيدليات في المنطقة». ولم تؤكد المعلومات الأمنية اعتقال أي من المشتبه بهم الأربعة الرئيسيين (ثلاثة لبنانيين وسوري) في عملية الخطف والذين يرجح فرارهم إلى جهة مجهولة.
وصدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بياناً أوضحت فيه أن قوى الجيش تابعت تنفيذ عمليات الدهم في مناطق جرود بعلبك، وتمكنت «من تحرير» زيدان، «كما أوقفت عدداً من الأشخاص بتهم مختلفة، وضبطت بحوزتهم كمية من المخدرات، بالإضافة إلى جهاز لاسلكي متطور يستخدم لمراقبة الاتصالات، وكمية من العملات الأجنبية، والأسلحة الحربية الخفيفة والذخائر، وأعتدة عسكرية متنوعة». واضاف البيان أن عمليات الدهم لا زالت جارية جارية لتوقيف جميع المشاركين في عملية الخطف.
وكانت وحدات من فوج «المجوقل» نفذت عصر السبت المنصرم عمليات دهم واسعة لمنازل مشتبه بهم في بريتال وحورتعلا وطريق بعلبك الدولية، وأوقفت عدداً منهم، وضبطت بحوزتهم مستندات خاصة بتزوير العملات، وأربع سيارات من دون أوراق ثبوتية وأسلحة حربية وذخائر. كما اشتبكت قوة من الجيش مساء أول من أمس مع أحد المطلوبين في حي الشراونة في بعلبك، لكنه أن تمكن من الفرار إلى جهة مجهولة.
وفي صيدا، استقبل زيدان بحفاوة فأطلقت المفرقعات النارية وعقدت حلقات السيف والترس، وشاركت في استقباله هيئات وشخصيات صيداوية، وسبقت وصوله تمنيات من قبل عائلته على الاعلاميين بعدم طرح استفسارات عليه حول عملية الخطف. وقال شقيقه رجل الاعمال محمد زيدان ان الخاطفين «كانوا يريدون فدية».
ولم يشأ زيدان التحدث عن تفاصيل عمليه خطفه ومعاملة الخاطفين، فبنظر عائلته «ما يجب ان يقال من كلام مباح قاله الحاج احمد في تصريحه في قصر عين التينة»، لذلك اكتفى امام مستقبليه في صيدا، بالقول «ها انا قد رجعت لكم سالماً، والحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه». وعزا سبب الجروح والخدوش التي اصابت وجهه الى انه «اثناء تحريري ركضنا ليلاً ووقعت مرارا على الثلج»، مؤكداً عدم دفع اية فدية مقابل إطلاقه.
وكان زيدان، قبل وصوله الى صيدا، زار رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تابع القضية شخصياً. وبعد الزيارة شكر محمد زيدان بري لمشاركته «إيانا في هذه المحنة واستخدامه كل علاقاته في المنطقة ومع الجيش والقوى الامنية».
من جهته، شكر بري «اهلنا في البقاع الذين لبوا رغبتنا الشديدة والحاحنا لوضع حد لهذه الجريمة التي كان من المخطط لها ان تترك انعكاسات سيئة على الوضع اللبناني، عموما والبقاع خصوصاً». وأوضح أن «هناك محاولة لصبغ بعض البلدات الكبيرة والشامخة في البقاع بغطاء اجرامي، والحقيقة ان في هذه البلدات ناساً شرفاء وعشائر كريمة، لكن هناك مع الاسف اشخاصاً معدودين يشوهون» سمعة المنطقة، مشيراً الى أن «هناك عصابات متمرسة تستغل تردي الوضع المادي والاحوال المعيشية في البقاع».
وأشاد متابعون صيداويون بـ «الدور الكبير للرئيس بري الذي التفت مرتين الى صيدا في اقل من اسبوع، فوأد مشروع فتنة اثر تصريحات الشيخ السلفي احمد الاسير، ولعب دور العراب في تحرير ابن المدينة احمد زيدان».
كذلك زار زيدان بعد تحريره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شاكراً.