تشهد قرى شرق زحلة، منذ أكثر من أسبوعين، حالاً غير مسبوقة من الفلتان الأمني. فقد سجلت التقارير الأمنيّة حصول عدة عمليات سرقة وسلب، خلال هذه الفترة، طاولت عدداً من الكسارات والمؤسسات الخاصة في بلدات رعيت، دير الغزال، وقوسايا، فضلاً عن تعرّض عدد من سائقي السيارات العابرة ليلاً لإطلاق نار من قبل مسلحين، فشلت محاولاتهم سلب هذه السيارات بقوة السلاح. وآخر هذه الحوادث حصل قبل يومين، عندما دخل عدد من المسلحين الملثمين غرفة داخل كسارة يملكها أشخاص من آل طراد، وأقدموا على ترويع خمسة عمال سوريين كانوا ينامون داخلها، بعد حشرهم في إحدى الزوايا، وسلبوهم 6 أجهزة خلويّة، ومبالغ ماليّة قدرّت بحوالى 400 دولار أميركي، وقوارير غاز وأغراضاً منزليّة أخرى. وتحدثت معلومات عن أن أفراد هذه العصابة كانوا يستقلون سيارة ب أم بيضاء اللون، شوهدت في اليوم التالي في المكان نفسه، وعمد من بداخلها الى ترهيب العمال مجدداً، قبل أن تغادر بسرعة جنونيّة.
وقبل نحو أسبوع، دخل عدد من المسلحين بواسطة الكسر والخلع غرفة داخل معمل لتكرير المياه المعدنيّة في سهل بلدة دير الغزال المجاورة، وبعدما أطلقوا النار إرهاباً، أقدموا على سلب عاملين سوريين وآخر مصري، مبلغ 300 الف ليرة لبنانيّة، و7000 ليرة سوريّة، وأجهزة خلوية، وفروا الى جهة مجهولة. وفي محلة الكسارات، بين بلدتي رعيت وحارة الفيكاني، سلب مسلحون مبلغ مليون و700 الف ليرة من محطة لبيع المحروقات، قبل أن يخطفوا عاملها، الذي أشبعوه ضرباً ورموه على طريق حوش الغنم شمال بلدة علي النهري. نشاط أفراد هذه العصابات لم يقتصر على السرقة، إذ ادعى جورج د. من بلدة دير الغزال، أمام فصيلة رياق أن عدداً من الأشخاص يستقلون سيارة مرسيدس فضيّة اللون، أطلقوا النار من أسلحة حربيّة على سيارته مساء الثلثاء الماضي، عند المدخل الشمالي لبلدة رعيت.
محاولة سلب فاشلة مماثلة حصلت بعد يومين في بلدة قوسايا، وقد تمكّن إيلي أ. من بلدة كفرزبد، من الإفلات بسيارته واللجوء الى أحد المنازل هرباً من مسلحين يستقلون سيارة كيا حاولوا ملاحقته، واعتراض طريقه ليلاً بين بلدتي دير الغزال وقوسايا.
وأرخى تكرار حوادث السلب بقوة السلاح بظلاله على تنقلات سكان هذه القرى، وخصوصاً أثناء ساعات الليل، وأبدوا استياءهم من ترك هذه المنطقة مسرحاً لقطّاع الطرق وعصابات السرقة والسلب.
وطالب رئيس بلديّة رعيت الدكتور جوزف فريجي الأجهزة الأمنيّة بإقامة نقطة أمنيّة ثابتة في تلك المنطقة، «وإذا تعذّر ذلك، تكثيف الدوريات الأمنيّة، وبالأخص خلال ساعات الليل على الطرقات الفرعيّة، والمنافذ الترابيّة المؤديّة الى هذه البلدات»، مشيراً الى هذه المنافذ تمثّل ممرات آمنة يتسلل عبرها أفراد هذه العصابات لتنفيذ مآربهم.
وأوضح فريجي أن وفداً من فعاليات هذه البلدات، زار قبل يومين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، لوضعه في أجواء ما يجري في قراهم من فلتان غير مسبوق.
بدوره أكد مسؤول أمني لـ «الأخبار» أن الأوامر أعطيت لتكثيف الدوريات في تلك المنطقة، على أن تتخلل ذلك إقامة حواجز ظرفيّة على الطرقات الفرعيّة والترابيّة، كاشفاً عن خيوط أصبحت بمتناول القوى الأمنيّة، قد تؤدي الى كشف هوية أفراد هذه العصابات، وسوقهم الى العدالة في القريب العاجل. تجدر الإشارة الى أن للجيش اللبناني عدة مراكز معززة بالدبابات والآليات المدرعة في تلك المنطقة، من بينها حاجزان ثابتان، الأول بين بلدتي كفرزبد وعين كفرزبد، والثاني عند المدخل الجنوبي لبلدة دير
الغزال.