على مدى الأسبوعين الماضيين، جهدت الأجهزة الأمنية على اختلافها، في القيام بعمليات دهم واسعة في عدد من القرى والبلدات البقاعية، أدت غالبيتها إلى توقيف عشرات المطلوبين للقضاء والمشتبه بهم في عمليات سلب وسرقة واتجار بالمخدرات، بالإضافة إلى ضبط سيارات مسروقة وأسلحة ومخدرات.حراك الأجهزة الأمنية وعمليات الدهم والتوقيف انعكست انخفاضاً لافتاً في معدل الحوادث الأمنية التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ففي وقت تخطت فيه السرقات وعمليات السلب والخطف أكثر من مئة، بحسب إحصائية تقريبية لمسؤول أمني في البقاع، تراجعت هذه العمليات إلى الصفر في الأيام الأخيرة، عازياً السبب إلى «توقيفات مهمة حصلت»، وخصوصاً توقيف عصابة سلب السيارات المؤلفة من امرأتين ورجل، كانوا يستقدمون سيارات أجرة إلى البقاع بقصد سلبها بواسطة أشخاص آخرين.
نقطة التحول بين الارتفاع الكبير في معدل الحوادث الأمنية، وحراك القوى الأمنية برزت بعد حالة الاستياء العارمة من الأهالي والتجار في مدينة بعلبك والقرى ضمن القضاء، والصرخة التي أطلقوها لدفع القوى الأمنية إلى التحرك، بالإضافة إلى عملية خطف عضو مجلس إدارة معمل «ليبان ليه» أحمد زيدان، حيث تحركت القوى الأمنية بسرعة كبيرة، لتتوالى من بعدها فصول الإنجازات المتمثلة بتوقيفات بالجملة. فقد تمكنت دورية من مفرزة استقصاء البقاع منذ أيام من توقيف بعض المطلوبين في بلدة بريتال، بجرائم مخدرات وسرقة وشيكات بدون رصيد. وعرف من الموقوفين كل من المدعو ر.ص. و ن.ح. (19 عاماً ـــــ سوري الجنسية) وع. ط. (32 عاماً) وع. ب. (53 عاماً)، وقد أحيل الموقوفون على الجهات الأمنية والقضائية المختصة. وفي بلدة حوش الرافقة أوقف المدعو ع. ي. للاشتباه في قيامه بأعمال سرقة، بالإضافة إلى المدعو غ. ج. في بلدة بيت شاما والمطلوب بموجب أربع مذكرات توقيف بجرم شيكات من دون رصيد.
وتمكنت إحدى دوريات الأمن العام من توقيف المدعو ع. ز. من بلدة حدث بعلبك والمطلوب بموجب بلاغ بحث وتحرٍّ. وفي السياق نفسه، على أثر إقدام ثلاثة أشخاص على سرقة سيارة من نوع هوندا بريلود من بلدة الكرك، لاحقت قوة من استخبارات الجيش السارقين، ولدى وصولهم إلى بلدة الشحيمية في سهل بلدة بدنايل، حصل اشتباك بين القوة والسارقين، تمكنت بعدها من توقيفهم، وعرف منهم شخص من آل إ. وآخر من عائلة أ. ح. وبموجب التحقيقات الأولية تبين أنهم يؤلفون عصابة سلب أموال وهواتف بقوة السلاح في البقاع الأوسط. وفي بلدة الحمودية دهمت قوة من الجيش منزلين لكل من المدعو ع. إ. والمدعوة ز. إ. وفيما لم تتمكن من توقيفهما، أُوقف عدد من الأشخاص، وهم من مناطق لبنانية عدة غير بقاعية، رجح مصدر أمني أن يكونوا من متعاطي المخدرات.
التوقيفات المذكورة غيض من فيض العمليات الأمنية التي حصلت في عدد من القرى البقاعية، الأمر الذي خلق «حالة من الارتياح والاطمئنان لدى أهالي المنطقة وأصحاب المؤسسات التجارية»، بحسب ما أكد محمد الجمال عضو جمعية تجار بعلبك، الذي لفت إلى أن التنسيق بين القوى الأمنية وحملة التوقيفات من قبل كل الأجهزة، أثمرت تقليص عمليات السلب والسرقة، وعودة الحياة والاطمئنان إلى المدينة.