لطالما تمنّيت من حكومتنا العتيدة أن تشتغل وفق المنهج البريختي، تكسر الجدار الرابع بيننا وبينها، وتمزّق ستار الخداع الاجتماعي، لنصبح شركاء في صناعة المشهد، ويُصبح كل منَّا بطلاً بدوره. لكنها على ما...
قريباً من باب شرقي، وتحديداً مقابل «مطرانية السريان الكاثوليك» شرق العاصمة دمشق، ثمة دكّان لحلّاق اسمه مهيب أبو نمر. يجذبك الرجل بطيبة ملامحه، وترحابه النابع من القلب بلا ادِّعاء. ما إن تجلس في...
منذ عام 2006 تعرّفت إلى معنى «الغروتيسك» في المسرح، بعد حضوري عرض «الحدث السعيد» لمخرجه سامر عمران، الذي أخبرني أن طبيعة هذا النوع المسرحي تتضمن ثلاثة أركان: اللامعقولية، الألم والطرافة، ممزوجاً...
لأنّ كل ما يحيط بنا يتّسم بالقسوة، نتردد بدايةً في مغامرة حضور عرض مسرحي يحمل عنوان «درس قاسي» على مسرح القباني في دمشق. لا سيما أننا متخمون بالوجع، وأعصابنا لم تعد تحتمل آلاماً إضافية. كما أن...
ليس بعيداً عن «باب شرقي» في دمشق، ثمّة حانةٌ محتفظةٌ بكثير من ألَق الماضي، من دون أن تسلبها حظوتَها عشرات البارات المستحدثة على امتداد «الشارع المستقيم». لا يستقيم الأمر، في نظر الكثيرين، إن لم تمر...
قرب «ساحة المرجة» في دمشق، ثمّة دكَّانٌ هاربٌ من الزمن. ورغم عدد الساعات الكبير الذي يحتويه، فإنك تشعر، بسبب معروضاته وأسعارها، أنه لا يعترف بالحاضر، بل يعيش هناءَة الماضي ورخاءه، لا سيما أن أصحابه...
تتناسل الحكايات في رواية «عزلة الحلزون» للزميل خليل صويلح (نوفل- هاشيت أنطوان 2019) بغزارةٍ مُرهِقة في بعض الأحيان. لكن ما إن تلتقط مفاتيحَ مَداميكها، وطرائق إنشاء طبقاتها، وأساليب إعلاء جُدرانها،...
هو مشهدٌ قد يبدو سورياليّاً أوّل الأمر: خمس شجرات كينا، ثُبِّتَ على محيط كلٍّ منها خمسة أدراج معدنية في شكل طولي، فتحوَّلَتْ إلى رفوف مكتبة على «أوتوستراد المزة»!السورياليّ أكثر، أن تتأمَّل بعض محتوى...
معظمنا، نحن السوريين، مطحونٌ ماديّاً. وفي ظل هذه الحرب المستمرة على وجودنا وكينونتنا، بتنا مثالاً حيّاً على مقولة كارل ماركس: «لا مُثُل، ولا عقائد، وإنما الاقتصاد هو الذي يحكُمُ البشر». لكن اللامعقول...
«أبي بعيد إلى حدٍّ يُخيَّل إليّ معه أنه يستحيل الوصول إليه، إلى أنه لم يعد حاضراً، كما لو أن ما كان يُعدّ شخصيته، ما كان يُعد أبي، لم يعد موجوداً»، بهذه العبارة لم يكن «كريستوفر» بطل رواية «غائب»...