كان الليل يوازي حبات العنب المتدلية من العريشة المنصوبة فوق الرؤوس كخيمة من ثريات بعيدة. وكانت الأصوات البشرية تتداخل، فلا تميز منها إلا نتفاً من كلمات لا تفيد معنى. صوت خفيض يدلّ على أن شخصا يكلّم...
يقترب الضيف من الشباك الزجاجي الذي يجلس وراءه شاب الاستقبال ليسأله عن أحدهم. يتصل شاب الاستقبال ليقول للضيف «موجود بس بدك تنطر، أو هون أو فوق». لا مشكلة للضيف في الانتظار فقد اعتاده. يظل واقفاً...
«بدك تقاتل؟ ماتسمّعنيش حرف إنك مش قادر حاليا تقاتل! كمان، أوعك تقللي: إستراحة مقاتل! يا رجل شكلك مقاتل مقضيها إستراحات! هياهن الأسرى من قلب السجون عم بيقودوا معركة متكاملة». هذا ما صارح به رفيق رفيقه...
الطفل يلعب في المخيم، تلفته كلمات لمحمود درويش وأخرى لغسان كنفاني الذي اغتاله العدو بسبب مواجهته لأكاذيبه ونشر الروح الفدائية في أعمال أدبية. وكذلك تلفته لوحات حنظلة للفنان ناجي العلي الذي اغتاله...
«بس طلعت عالحدود فكرت إنّو رح أبكي»، بنت نوح عمرها 22 سنة، ولم تبك عندما زارت الحدود الفلسطينية. أنهت دراستها الجامعيّة وحظيت بعمل يربيها على مسايسة الأوضاع. لا تذهبوا بأفكاركم بعيداً؛ فعملها شريف...
أعزائي وغيرهمأردت ان انقل لكم التأكيدات التالية بصفتي شاهد عيان: اولاً، لا يوجد على باب المخيم، اي مخيم من الشمال الى الجنوب، عبارة «مخيم كذا وكذا يرحب بكم»، هذه افتراضات خاطئة. ثانياً، «احداث» مخيم...
كأنه مشهد ككل المشاهد التي تمر بها في حياتك اليومية، في يوم عادي أو في يوم صاخب. يحمل ذقنه الخفيفة وبشرته الحنطية السمراء إلى كل الأمكنة وفي كل المناسبات، كأنها لا تكتمل بدونه. يمشي متمهلاً، يعطي...
ذهبت منذ فترة لأعيد تسجيلي في الجامعة اللبنانية بعد توقف لسنين طويلة. لكني، بعد عودتي من جديد إلى مقعد الدراسة الخشبي، لاحظت أنه لا شيء اختلف «منذ أيامي» عن هذه الأيام سوى نظام الدراسة الذي سأحكي عنه...