لم أنظر يوماً إلى قامة العم "أبو جلال" الطويلة والضخمة باستغراب... كنت أجد أن قامته الطويلة أمرا طبيعياً يتناسب ومكانته الرمزية في حياتي. شيء مثل تماثل المعنى والشكل. وعنه كنت أقول: "هذا الفلسطيني لا...
أنا أسامة الكبرا من كوكب فلسطين البعيد، ارتكبت منذ شهرين جرماً شائناً بحق الأمن اللبناني حين رغبت في دخول جنة عدن/ لبنان، فلم أكن بمقدار الكرم الذي غمرني به أمن المطار...تكرّم عليّ الأمن اللبناني...
لا يحتاج الفلسطيني عند أبواب المطارات، إلى من يذكّره بأنه لاجئ. لا يحتاج إلى أن يقول لبوابة المغادرة فيه: «إني عائد». هو يحتاج فقط إلى من يلاقيه بابتسامة، «أهلاً وسهلاً»، تلك الابتسامة هي شهادة رضى...
اعلم... اعلم انه وحتى السنوات القليلة الماضية، كان هناك من يظن أن مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية دمشق، مجرد مجمع لخيم يسكنها النازحون الفلسطينيون من بلادهم التي هجرتهم منها عصابات الصهاينة...
تحب قصائد نزار أكثر من قصائد درويش.تغريك أغنية عبد الحليم أكثر مما تفعله أغاني العاشقين.تلاحق أفلام أحمد زكي وسعاد حسني.. ولا تسأل عن وثائقيات الثورة الفسطينية.تحث الخطى صباح العيد نحو ساحة أبو حشيش...
لم نعد على مرمى حجر من فلسطين، حتى بطاقات الهوية وجوازات السفر التي كانت تجعل اسم فلسطين قريباً من قلوبنا لم تعد كذلك. صرنا نحن أبناء مخيم اليرموك موزعين بين قارب يهددنا بالموت أو نجاة تمحو آخر أثار...
يغافل فادي أبو عجاج قاتليه ويضحك لبريق القذيفة وهي تدهم جسده في المخيم، وبالغالب هو أصلح من هندامه ليعانق الموت بأناقة. ثمة من يسألني: هل يبتسم الموتى؟ أقول: نعم، الشهداء منهم يبتسمون، وحين يكون...
كان اسمه أبو العبد. ورغم أن اللقاءات العابرة لا تصنع حباً، إلا أني عرفته وأحببته. كُنت صغيراً حين التقيته لأول مرة، في ذات المكان الذي اعتدت - في ما بعد - رؤيته فيه، بصورة واحدة لم تتغير، تؤطرها ذكرى...
لا أرض لك سوى المخيّم، وما من دروب تحملك إلى الوطن البعيد سواه. في لحظة الجنون، تركض لتجمع ما تيسّر من زاد للهروب من نار القصف والموت العبثي، تستعير مشهداً عبر به أجدادك منذ أربعة وستين عاماً،...
لعلها المفارقة المرّة أن يكون خط التماس في مخيم اليرموك اليوم هو آخر الأماكن التي زرتها قبل هجرتي القسرية منه. لطالما كان هذا المكان هو درب الطمأنينة وسلام الروح، يوم لم يكن القناص يعرفه. من شارع...