لا هلال في السماء، ولا دعوات إلى التماسه. لكن هذا لا يمنع العديد من اللبنانيات من طرح السؤال: هل بدأ شهر رمضان؟ والسبب ملاحظتهن ارتفاعاً واضحاً في أسعار الخضار والفاكهة على أنواعها. تسأل السيدة بائع الخضر: من أين تأتي بهذا الخيار؟ فيجيبها بكلّ ثقة: من لبنان.
تقول له: ولم تبيع الكيلو بثلاثة آلاف ليرة؟
يدلّها إلى زاوية أخرى في المحلّ ويقول: كيلو الخيار هناك بألفين، اختاري منه.
تملأ أخرى كيساً من البندورة، فيسألها: من أين اخترتها؟ تجيبه: لا أعرف. لا أتذكر. لمَ؟ فيخبرها بتدرّج أسعار البندورة أيضاً، إذ يصل سعر الكيلو «بعرقه» إلى أربعة آلاف ليرة. «علماً اني أرمي العرق» تقول السيدة ساخطة وهي تشكر ربها لأنها لم تضع في الكيس كمية أكبر.
سعر الأكيدينا ليس أفضل، على الرغم من أنه موسمها. إذ تزيّن سلة صغيرة تحوي بضع حبات من هذه الفاكهة البرتقالية ورقة ملوّنة تفيد بأن سعرها 6750 ليرة. في حين يباع الكيلو، على بعد شارعين فقط، بألفي ليرة. أما التوت، فتباع الكمية التي تتسّع لها قبضة اليدين بثلاثة آلاف ليرة.

هذه الأسعار ليست في كبرى محال العاصمة، ولا المجمعات التجارية. بل في أسواق شعبية على تخوم المدينة. تختلف أسعار هذه المحالّ بالطبع عن تلك الموجودة في قلب الأحياء الشعبية، «حيث الأسعار معقولة، وتصل إلى ربع ما قد ندفعه في البسطات المرتبة».
بعض النساء في القرى تحسّبن لاحتمال انقضاض التجّار عليهنّ في شهر رمضان، فعمدن إلى تنظيف الحدائق الصغيرة أمام منازلهنّ وبدأن ينثرن بذور البقدونس والنعناع والخس وغيرها من الخضار الأساسية التي تشكل طبقاً يومياً اساسياً في شهر الصوم.
يذكر أن مؤشر جمعية المستهلك للفصل الأول من عام 2015، أكدّ «ارتفاع أسعار 145 سلعة أساسية تمثّل أساس استهلاك 93% من العائلات وذلك رغم انخفاض سعر النفط واليورو والحبوب والسكر. فقد ارتفع سعر الخضر بنسبة 33.97%، فيما ارتفعت أسعار الفاكهة بنسبة 6.32% والألبان والأجبان 2.83%».
(الأخبار)