مظاهر وقف الدعم في لبنان لم تبدأ بفعل شائعات، بل بدأت برسائل وجّهها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى الوزراء المعنيين. فقد أبلغهم سلامة في 7 أيار الماضي، أنه سيتوقف عن بيع الدولارات بما يسمّيه «السعر الرسمي» إلا عبر آلية جديدة تتطلب الاستحصال على موافقة مسبقة من مصرف لبنان. بدا كأن سلامة يلمح إلى تعديل في تسعير الدولار، وأن الموافقات الممنوحة ستكون انتقائية. لم يحدّد نوع الانتقائية التي يحدّدها، سواء لتصبّ في مصلحة تاجر واحد، أو لتشمل صنفاً معيّناً من السلع دون غيره، بل كانت رسالته فيها إصرار على أن الأمر لن يعود كالسابق، وأن عملية إلغاء الدعم أو وقفه تدريجياً قد بدأت. وبالفعل، منذ تلقي الوزراء هذه الرسالة، توقف استقبال ملفات دعم استيراد السلع، وبدأت طوابير السيارات تتراكم على محطات المحروقات، فيما أُطلقت تحذيرات من انقطاع الأدوية في السوق، وخصوصاً الأدوية المستعصية وأدوية الأمراض المزمنة، وارتفعت أسعار بعض أنواع السلع مثل اللحوم والدجاج وسواهما... في الواقع، الفقر سيتمظهر من خلال مشهدين: أناس لديهم أموال لشراء السلع لكنهم لن يجدوها في السوق، وأناس لا يملكون المال لشراء السلع بسبب ارتفاع أسعارها. هذه الحال ستمتدّ لفترة طويلة، لكنّ المشكلة أنها ستشمل السلع الأساسية والحيوية.
■ ■ ■

بيروت في 7 أيار 2021
الموضوع: تعديل آلية بيع الدولار
بالإشارة إلى الموضوع أعلاه
وبالاستناد إلى كتابنا رقم 84/1 تاريخ 12/2/2021 الموجّه إلى معالي وزير المالية المتعلق بسياسة الدعم الحكومية وتأثيرها على الاحتياطات بالعملات الأجنبية لدى مصرف لبنان،
وبالإشارة إلى كتبانا الموجه إلى معاليكم
وبناءً على الالتزامات القانونية المتعلقة بالحدّ الأدنى لتوظيفات المصارف الإلزامية لدى مصرف لبنان ووضعيتها الحالية،
نفيد معاليكم بتعديل آلية بيع الدولار بالسعر الرسمي مقابل الليرة، بحيث تتطلب الآلية الجديدة الحصول على موافقة مسبقة من مصرف لبنان لأيّ طلبات جديدة
تفضلوا بقبول الاحترام
رياض توفيق سلامة



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا

تابع «رأس المال» على إنستاغرام