بحسب أرقام منظمة العمل الدولية، بلغ عدد المهاجرين في العالم في عام 2019 نحو 272 مليون شخص. من بينهم يُصنَّف 245 مليون مهاجر «قوى مؤهّلة للعمل» أعمارهم تزيد عن 15 سنة، ومن بين هؤلاء ينخرط في العمل 169 مليون مهاجر. في الواقع، يشكّل العمال المهاجرون نسبة كبيرة من القوى العاملة في العديد من مناطق العالم، فهم يمثّلون جزءاً لا يتجزّأ من الاقتصاد العالمي، وتبلغ نسبتهم 5% من القوى العاملة العالمية. ومن بين كل المناطق، تحظى الدول العربية بأعلى نسبة عمال مهاجرين وهي على اطّراد إذ ارتفعت بين عامي 2013 و2019 بنحو 6%، ويعود ذلك إلى ازدياد أعداد المهاجرين عالمياً بسبب تزايد النزاعات، ووجود موارد مالية لدى الدول العربيّة النفطيّة منها، وهي موارد كافية لاجتذابهم.
أنقر على الرسم البياني لتكبيره

تشير التقديرات الدولية لعام 2019 إلى ارتفاع عدد العمال المهاجرين بنحو 19 مليون مهاجر مقارنة مع عام 2013، أي بنسبة 12.7%، إذ ارتفع عددهم من 150 إلى 169 مليوناً، في تلك الفترة. وفي عام 2013، شكّل العمال المهاجرون 72.7% من المهاجرين الذين بلغوا سنّ العمل، ولكن في عام 2017 انخفضت هذه النسبة إلى 70%. أما في عام 2019، فتقدّر نسبتهم بنحو 69%. ويُعزى انخفاض نسبة العمال المهاجرين ممن هم في سنّ العمل إلى الارتفاع المستمر في عدد المهاجرين وانخفاض مشاركتهم في القوى العاملة.
وتشكّل النساء ما نسبته 41.5% من العمال المهاجرين، يقابلها 58.5% من الرجال. وتُظهر الإحصاءات أن نسبة النساء المهاجرات في العالم أقلّ من نسبة الرجال، إذ بلغت (47.9%)، وأن نسبة مشاركة النساء المهاجرات في العمل تعدّ صغيرة، إذ إن فقط 59.8% من النساء المهاجرات في سنّ العمل هنّ من العاملات. في المقابل تبلغ هذه النسبة عند الرجال المهاجرين 77.5%. وتواجه النساء عقبات اقتصادية وغير اقتصادية أكبر كعاملات مهاجرات، واحتمالات أن تهاجر النساء كأفراد مصاحبات للأسر، وذلك من الأسباب الأخرى غير سبب عدم العثور على عمل، ونسبة هؤلاء تُعتبر كبيرة. ومن الأسباب أيضاً أنه يمكن أن يتعرّضن للتمييز بين الجنسين في سوق العمل، بالإضافة إلى الافتقار إلى الشبكات الاجتماعية التي يجعل انعدامها من الصعب التوفيق بين العمل والحياة الأسرية في بلدان المهجر. كل هذه العوامل والأسباب تجعل ظروف إيجاد العمل أصعب على النساء مما هي عليه عند الرجال، وهذا قد يفسّر التفاوت في المشاركة في أسواق العمل بين الجنسَين في بلاد المهجر.
وتُظهر الأرقام القطاعية أن 66.2% من العمال المهاجرين يعملون في قطاع الخدمات، و26.7% منهم في قطاع الصناعة، و7.1% في قطاع الزراعة. ومع ذلك، توجد اختلافات كبيرة لفرص العمل بين الجنسين ضمن القطاعات.
ومن بين 169 مليون عامل مهاجر في العالم، هناك 63.8 مليوناً منهم أو ما نسبته 37.7% موجودون في أوروبا وآسيا الوسطى. و43.3 مليوناً، أي (25.6%) موجودون في قارتَي أميركا الشمالية والجنوبية. وبالتالي، فإن أوروبا وآسيا الوسطى والأميركيتين تستضيف نحو 63.3% من جميع العمال المهاجرين في العالم. أمّا بالنسبة إلى الدول العربية ودول آسيا والمحيط الهادئ، فتستضيف نحو 24 مليون عامل مهاجر، أي ما يعادل 28.5% من إجمالي العمال المهاجرين. وأفريقيا لديها أقلّ عدد من العمال المهاجرين (13.7 مليوناً) أي ما يمثّل 8.1% فقط من جميع العمّال المهاجرين. إلّا أن الدول العربية تحظى بأعلى نسبة من العمّال المهاجرين الموجودين فيها. فقد بلغت هذه النسبة 41.4% في عام 2019 مقارنة مع 35.6% في عام 2013. ويُعزى هذا الارتفاع في نسبة العمال المهاجرين في هذه المنطقة إلى الحجم السكاني الصغير نسبياً لدى هذه الدول.