هذا النصّ عبارة عن قراءة تاريخية مكثّفة لتطور الاجتماع اللبناني السياسي والاقتصادي منذ أربعينيات القرن التاسع عشر إلى الآن، نحاول أن نبيّن عبرها كيف أن مسار هذا التطور كان محكوماً، بشكل رئيسي، بتفاعل عوامل ثلاثة هي: الخارج، الطائفية السياسية والاقتصاد غير المُنتج، وكيف أن هذا التفاعل بين العوامل المذكورة جعل الاجتماع اللبناني هشاً، تنخره الانقسامات العَمودية وعاجزاً عن توليد دينامية اجتماعية ذاتية دافعة لتغيير بنيوي في النظام السياسي والاقتصادي، ما جعل الخارج يلعب الدور الحاسم في تحديد الوجهة التي يأخذها مسار هذا النظام عبر سلسلة من الأزمات لا تنتهي الواحدة منها إلا بتسوية يرعاها هذا الخارج وتعيد إنتاج نظام الطائفية السياسية والاقتصاد غير المُنتج بحلة جديدة. وفي ضوء الخلاصات التي نخرج بها من هذه القراءة، بخاصة ما يتعلق منها بالعوامل الرئيسية التي حكمت تاريخياً مسار الاجتماع اللبناني السياسي والاقتصادي، نحاول استشراف ما يمكن أن تؤول إليه الأزمة التي تعصف بلبنان في الوقت الحاضر، وما إذا كانت ستنتهي مرة أخرى إلى إعادة إنتاج شكل جديد من دولة الطائفية السياسية والاقتصاد الريعي، أم أن الظروف قد نضجت للتحوّل إلى دولة المواطنة المدنية والاقتصاد المُنتج؟
اقرأ دراسة «مسألة التغيير في لبنان: جدليّة الخارج والطائفيّة السياسيّة والاقتصاد غير المُنتج» هنا.

* أستاذ وباحث في الاقتصاد السياسي