552 مليار متر مكعّب
يعبّر هذا الرقم عن استهلاك أوروبا للغاز الطبيعي في عام 2021، ويُقدّر التوريد الروسي للغاز عبر أنابيبها إلى أوروبا بنحو 40% من هذه الكميّة. إن هذه الحاجة الهائلة للغاز تُعد من أكبر نقاط ضعف أوروبا في مواجهة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. وتهديد حركة الغاز المنتقل من روسيا إلى أوروبا، أمر يرد يوميّاً في التقارير والتصريحات. لذا، من المهم النظر في تبعات خطوة كهذه، أو حتى احتمال حدوثها، على كلفة استهلاك الدول الأوروبيّة للغاز.
لكنّ الانقطاع الفعلي للغاز، إذا حدث، سيكون أمراً مختلفاً؛ أوّلاً، لا يمكن لأوروبا استبدال الكميّة التي تضخّها روسيا بشكل فوري، وهذا الأمر سيدفع الأسعار إلى أعلى. ثانياً، إذا أرادت أوروبا أن تلجأ إلى مصادر أخرى، فهذا يعني أنها ستلجأ إلى الغاز المسيّل، ما يعني أن الكلفة التي ستدفعها سترتفع بشكل كبير. يعود الأمر إلى أن كلفة تسييل الغاز الطبيعي باهظة فضلاً عن كلفة نقله بالبواخر وإعادته إلى شكله الأصلي عند الاستعمال، أي إعادة التغويز، لأن الغاز الطبيعي لا يمكن استهلاكه في وضعيّة السائل.