يمثّل قطاع النفط والغاز في روسيا هدفاً أساسياً للاستثمارات الغربيّة. ولا يقتصر الأمر على كونه قطاعاً استراتيجياً في السيطرة على الموارد وأكلاف الإنتاج حول العالم، إذ إنه أيضاً يُعدّ مصدراً أساسياً للأرباح. وروسيا تملك أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، أو ما نسبته 24% من الاحتياطي العالمي، كما أنها تملك ثامن أكبر احتياطي نفط في العالم، أي ما يمثّل نحو 4% من الاحتياطي العالمي. وهي أصبحت مصدراً أساسياً للنفط والغاز الذي تستهلكه أوروبا، لا بل ارتبطت الدول الأوروبية عضوياً بمصادر الإنتاج هذه وبات يصعب عليها التخلّي عنها. وهو الأمر الذي دفع الشركات الأوروبيّة والأميركيّة للإغداق في الاستثمار في هذا القطاع بحثاً عن السيطرة والنفوذ وعن الأرباح أيضاً. غالبية الاستثمارات تأتي في إطار مشاريع خطوط الغاز بين روسيا وأوروبا؛ فروسيا تمدّ أوروبا بما يُراوح بين 140 مليار متر مكعّب و180 مليار متر مكعّب من الغاز الطبيعي سنوياً، ويتوقع أن يكون لانسحاب الشركات الغربية من القطاع الروسي تبعات كبيرة على أرباحها وعلى أسعار أسهمها في الأسواق الماليّة، ولا سيما مع الاضطرابات التي تشهدها هذه الأخيرة بسبب ما يشهده العالم من تضخّم واحتمالات ركود قادم.
أنقر على الرسم البياني لتكبيره