ليس هناك حصار على الدراما السورية، بخاصة تلك التي تنتجها الشركة الحكومية الوحيدة أي «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني». الخبر لم يعد في حيّز التمني، بل صار واقعاً بعدما عرضت قبل أسابيع قليلة قناة «mbc بلاس» المشفرة مسلسل «شهر زمان» (تأليف وإخراج زهير قنوع بطولة عباس النوري وديمة قندقت وسمر سامي). لم تتمكن الجهة المنتجة يومها من منع المواقع الإلكترونية السورية من تسجيل الحلقات وبثها تباعاً.
من جهة ثانية، أفصحت المؤسسة قبل أيام عن بيع مسلسلها الثاني «حارة المشرقة» (كتابة أيمن الدقر وإخراج ناجي طعمي) إلى قناة «أبو ظبي الإمارات» التي اختارت عرضه خارج الموسم الرمضاني.
اعتباراً من مساء اليوم في تمام الساعة الثامنة (توقيت الإمارات) سنكون على موعد مع سلاف فواخرجي (الصورة) بدور «شهيرة». إنّها سيدة فاتنة تبذل ما بوسعها ولا توفر جسدها للوصول إلى مبتغاها من خلال علاقتها بفوزي (ليث مفتي) وهو زعيم عصابة تبيض أموال يعيش في بيروت ويسعى إلى استقطاب الأدمغة والخبرات السورية بهدف استغلالها أو تهجيرها. سنتابع علاقة بطلة العمل أولاً بزوجها عيد (محمد حداقي) واستثمارها لحالة الفصام التي يعيشها، وأيضاً علاقتها بأبو عبدو (أيمن رضا) صاحب ورشة السيارات وخبير الفساد الحكومي الذي يعرف ــ بذريعة مهنته ـــ شريحة حكومية واسعة. لن توفر شهيرة صاحب المكتب العقاري أبو مالك الدلال (عبد المنعم عمايري) وهو المعادل الموضوعي للسمسرة بمفهومها الواسع.
تبدو المعادلة صالحة لمواكبة الشأن الاجتماعي في سوريا بطريقة البحث في خبايا الفساد المتراكم والمستور على أكثر من صعيد. ورغم أن المشرقة هي كلمة شامية تعني الفسحة العالية المطلّة على البيت الدمشقي وتكشفه بالكامل، إلا أنّ الكاتب أراد أن تكون حكايته بمثابة «طابق متخيّل يعلو الحارة ويكشف المستور؟» وفق ما صرّح لنا في وقت سابق (الأخبار 8/11/2014).

«حارة المشرقة»: 20:00 مساء اليوم على «أبو ظبي الإمارات»