للمرة الرابعة خلال هذا العام، تدخل النجمة الكبيرة مديحة يسري (1921) المستشفى. إذ تخضع حالياً للعلاج داخل أحد مستشفيات القاهرة بسبب معاناتها منذ فترة من هشاشة العظام وأوجاع في فقرات الظهر وذراعيها، إضافة إلى إصابتها بفقر الدم.
حاولت النجمة المصرية التغلب على المرض بالحقن والعلاج الطبيعي، لكنّ هذه الوسائل لم تجد نفعاً. وكان الطبيب يحضر بشكل شبه يومي إلى منزلها على مدار الأسابيع الماضية لإجراء جلسات علاج طبيعي بالكهرباء لكن من دون فائدة، ما دفعها إلى دخول المستشفى لتطمئن على نفسها، خصوصاً أنّها لا تستطيع التحرك إلا على كرسي مدولب. وتحرص النجمة نبيلة عبيد على زيارة مديحة يسري في المستشفى. وكشفت نبيلة لـ»الأخبار» أنّ «سمراء النيل» تخضع لفحوص وتحاليل طبية، مؤكدة أنها تستطيع الكلام مع الطبيب ومع من يزورها. وأوضحت نبيلة أنّ الأطباء لم يحددوا موعداً لخروج النجمة الكبيرة من المستشفى، طالبة من جمهورها الدعاء لها.
وكانت مديحة يسري قد أطفأت شمعتها الـ 93 مطلع العام الجديد وفضّلت الاحتفال بعيد ميلادها داخل منزلها، نظراً إلى حالتها الصحية، واستقبال أصدقائها من داخل الوسط الفني وخارجه الذين حرصوا على تهنئتها.
مديحة يسري الملقّبة بـ «سمراء النيل» تعد من أبرز فنانات جيل الزمن الجميل اللواتي وقفن أمام محمد عبد الوهاب في فيلم «ممنوع الحب» (1942 ــ إخراج محمد كريم)، وعبد الحليم حافظ في فيلم «الخطايا» (1962 ـــ إخراج حسن الإمام)، ومحمد فوزي في عدد من الأفلام منها «بنات حواء» (1954 ـــ إخراج نيازي مصطفى)، و»فاطمة وماريكا وراشيل» (1949 ـــ إخراج حلمي رفلة)، وفريد الأطرش في «لحن الخلود» (1952 ـــ إخراج بركات)، ويوسف وهبي في «الأفوكاتو مديحة» (1950 ـــ إخراج يوسف وهبي) وغيرها. وقع الكاتب الكبير عباس محمود العقاد في غرامها عندما كانت شابة، فيما تزوّجت أربع مرات، أولها من المطرب والملحن محمد أمين، ثم الفنان أحمد سالم عام 1946، تلاه ارتباطها بالفنان محمد فوزي. أما آخر زيجاتها، فكانت من الشيخ إبراهيم سلامة الراضي، شيخ مشايخ الحامدية الشاذلية الصوفية.
ظلت مديحة يسري تقدم ما لديها حتى بعد تقدمها في السنّ، وحرصت على الظهور في أدوار الأم ونجحت في هذه الشخصية في جميع الأفلام التي قدمتها خلال الثمانينيات والتسعينيات منها «الإرهابي» مع عادل إمام والمخرج نادر جلال، و»الكف» مع فريد شوقي والمخرج محمد حسيب، و»العرافة» مع مديحة كامل وعمر خورشيد والمخرج عاطف سالم.
وكان آخر ظهور لها على الشاشات عام 2004 من خلال المسلسل الدرامي «قلبي يناديك» مع فتحي عبد الوهاب وداليا البحيري وإخراج تيسير عبود قبل أن تعتزل الأضواء عام 2012.