أنشطة متنوّعة تهدف إلى زيادة الوعي تجاه محاربة رهاب المثلية، وضرورة التعاطي مع حقوق المثليين والـ LGBTs على أنّها جزء لا يتجزّأ من حقوق الإنسان. هذا هو باختصار الهدف الأساسي للنهار الطويل الذي تنظّمه جمعية Proud Lebanon الأحد المقبل في «مسرح فندق مونرو» (بيروت)، في مناسبة «اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحوّل الجنسي» (IDAHOT 2015). تأخذ الجمعية هذه المهمّة على عاتقها للمرّة الأولى هذه السنة، بعدما كانت على جدول أعمال جمعية «حلم» المعنية بالدفاع عن حقوق المثليين.
هنا، تجدر الإشارة إلى أنّ Proud Lebanon التي تضم عدداً لا بأس به من المتطوّعين، تعمل رسمياً منذ نيسان (أبريل) 2014 على تلبية الحاجات النفسية والاجتماعية والقانونية والطبية للأشخاص المهمّشين، وخصوصاً الـ LGBTs (لبنانيين ولاجئين في لبنان) من خلال متخصصين، إضافة إلى وجود مجلس استشاري.
تحت شعار «لو اختلفنا ما لازم نختلف»، نشرت الجمعية على قناتها على يوتيوب أخيراً فيديو (1:39 د.) يدعو المواطنين إلى المشاركة في هذه الحملة، بمشاركة عدد كبير من الوجوه اللبنانية المعروفة في مجال التمثيل والإخراج والغناء والإعلام والرقص. لائحة المشاركين ضمّت كارول عبود، وبرونو طبّال، وسينتيا كرم، وزينة دكاش، وبشارة عطاالله، وربيع سلّوم، وميديا عازوري، وناتاشا شوفاني، وجنى يونس، وأندريه ناكوزي، وإيفون الهاشم، وبولين حدّاد، وكريستين شويري، وإيلي يوسف، وفؤاد يمين.
يتبنى الفيديو أفكاراً لافتة جاءت على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عام 2013، وطعّمها بنكهة لبنانية. ذكّر المشاهدين بأنّ هناك مَن لا يزال يتعرّض للضرب والتمييز والاعتقال، وصولاً إلى القتل لمجرّد أنّه مثلي، مشيراً إلى أنّ «الاختلاف مش عيب»، بل إنّ المشكلة تكمن في «محاربة الاختلاف». وأضاف: «مش لأنّك رافض تعترف بوجودن يعني هنّي مش موجودين»، داعياً الناس إلى عدم الاكتفاء بالاعتراض على الواقع، بل العمل على تغييره، وضرورة إقرار قوانين عادلة تحمي الجميع، ففي النهاية «الديموقراطية ليست مجرّد أكثرية وأقلية، وإنّما تأمين الحماية لجميع المواطنين».

نشرت الجمعية فيديو على يوتيوب للدعوة إلى المشاركة
وخلص إلى أنّ الدفاع عن حقوق النساء لا يستوجب على المدافع أن يكون امرأةً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى حقوق اللاجئين والمثليين... «يكفي أن تكون إنساناً!». المغنية اللبنانية الشابة إيفون الهاشم التي شاركت في الفيديو، ستختتم نشاطات نهار الأحد من خلال أداء مجموعة من أغنيات ألبومها «معليش»، أبرزهاComme Ils Disent (كما يقولون) للنجم الفرنسي شارل أزنافور التي تحكي عن حياة المثليين وأعادت الهاشم توزيعها وأخذت حقوقها من صاحبها. انضمام الهاشم إلى هذه الحملة يرجع إلى إيمانها بالدفاع عن «حق وجود أشخاص مختلفين، وتمتّعهم بحقوقهم القانونية». وتدعو الناس إلى «الانفتاح على الآخر والمشاركة في هذه الحملة»، وفق ما تقول لـ«الأخبار».
من جهتها، تشدّد الممثلة والمخرجة اللبنانية زينة دكّاش أيضاً على إيمانها بهذه الحقوق. وفيما تلفت إلى أنّ هذه المبادرة تعتبر «هامّة وكبيرة» بالنسبة إلى بلد مثل لبنان، توضح دكّاش أنّها على يقين بأنّ بلوغ الغايات المرجوّة «قد يأخذ وقتاً طويلاً، لكننا مع الإصرار سنحقق شيئاً في النهاية». هنا، تذكّر صاحبة وثائقي «يوميات شهرزاد» (2013) بأنّ الأمر نفسه حصل مع قانون حماية النساء من العنف الأسري، والتغييرات في واقع السجناء خلف القضبان اللبنانية. وبالحديث عن القوانين، يوضح أحد مؤسسي Proud Lebanon ومديرها بيرتو ماكسو لـ«الأخبار» أنّ «الغاية هي تفسير المواد القانونية، وتحديداً المادة 534 من قانون العقوبات، بطريقة لا يعود ممكناً استخدامها ضد المثليين والـ LGBTs».
لكن، ماذا عن برنامج الأحد؟ يلفت ماكسو إلى أنّ هذا اليوم سيشهد عرضاً لأفلام قصيرة، أبرزها Will You Marry Me لزهير كريدية الذي يروي فيه تجربته، وكيف أخبر أهله بأنّه مثلي ومصاب بفيروس HIV. وسيكون هناك معرض يتضمّن 27 صورة للنيوزيلندي روبين هاموند تمثّل أشخاصاً من دول مختلفة نجوا من حالات اعتقال وتعذيب ومحاولات قتل لمجرّد أنّهم مختلفون.
وستتخلل النهار الطويل مسرحية أعدّها متطوّعون في Proud Lebanon حول التعايش مع الاضطهاد أو الهروب منه، تتضمّن شهادات حيّة لأشخاص من لبنان وسوريا وفلسطين، فضلاً عن مداخلات ونقاش بين الحضور ووديع سعادة من «المركز اللبناني لحقوق الإنسان»، والزميل بيار أبي صعب، والطبيب جاك مخباط، والمحامي خالد مرعب وآخرين.

* IDAHOT 2015: الأحد 17 أيّار (مايو) ــ من الحادية عشرة قبل الظهر حتى السادسة مساءً ــ «مسرح فندق مونرو» (الأشرفية ــ بيروت). للاستعلام: 76/608205