بدت منى واصف شديدة التأثر عند تلقيها خبر رحيل فنّان الشعب. قالت لـ «الأخبار» بأنها رأته أول من أمس عند باب مصعد المبنى الذي يتشاركان سكنه كجيران منذ سنواتٍ طويلة: «رأيته واقفاً.. كما أحبّ أن يكون حتى آخر لحظةٍ في حياته. هذا الرجل يشبه الأشجار التي تموت واقفةً. هو الجار، والصديق، والأستاذ المهذب الخلوق الذي لن يتكرر... من أولئك الناس الذين يتركون وراءهم بصمةً في حياتنا، ووجعاً كبيراً. أتشرف أنني عشت في زمنه وزمن دريد لحام أطال الله بعمره».
آخر الأعمال التي جمعت منى واصف برفيق السبيعي «بنت الشهبندر» (2015).
أما الملحن أمين الخيّاط (نقيب الفنّانين السوريين الأسبق حتى عام 1980)، فقد وصف الراحل رفيق السبيعي بـ «المكافح جداً الذي تعب في صناعة اسمه كما يليق بفنّان كبير يستحق ما وصل إليه من مكانة».
تعود الصداقة التي جمعت بين الخياط والسبيعي إلى العام 1957. وعن ذلك يقول لـ «الأخبار»: «تعرفنا إلى بعضنا في مسارح حلب، وأمضينا معاً ثلاثة رمضانات، تشاركنا فيها طعام الإفطار. وقتها أخذ على عاتقه طبخ الطعام لنا، أنا وهو والممثل الراحل محمد خير حلواني، وكم كان نفسه طيباً في الأكل. هو مثال للإنسان الصادق الشفّاف، خسرت بوفاته صديقاً صدوقاً، وخسرنا بوفاته فنّاناً كبيراً، أثرّت أغنياته الانتقادية في جيل من الشباب السوري التي طالما رددها، لحنّت له خمس أغنيات له، إلى جانب ملحنين سوريين كثر، من بينهم سهيل عرفة أطال الله في عمره، وآخر أغنياتهما معاً «لا تزعلي يا شام» سجلها بصوته قبل أشهر في إذاعة دمشق. هذا هو رفيق كما عرفته.. لم يتوقف عن العطاء، والكفاح حتى آخر أيّامه».

أغنياته الانتقادية
أثّرت في جيل من الشباب السوري



آخر المخرجين السوريين ممّن عمل معهم الراحل رفيق السبيعي، المخرج باسل الخطيب، الذي وصفه بـ«القامة الإنسانية الكبيرة، لا الفنيّة فقط، ومن يعرفه عن قرب، يمكنه تلمس تلك الخصال فيه.. هو كان فعلاً أباً محبّاً للجميع».
وقال الخطيب في رثاء فنّان الشعب لـ «الأخبار»: «ربما شاءت الأقدار أن نتعاون معاً في آخر فيلم ومسلسل شارك فيه، وأشعر بالندم والأسى بأن هذا التعاون أتى متأخراً، هو خسارة كبيرة لنا، وسيترك خسارة كبيرة برحيله، قامة فنيّة في غاية التواضع، لا يعييها التعب، لديه ولاء لمهنته نفتقده كثيراً اليوم، وأرجو أن نتعلم منه كم تحتاج هذه المهنة للشغف والحب. يؤسفني أنني لم أتمكن من رؤيته رغم إطمئناني على صحته قبل أيام، ووعدي بزيارته، لكن القدر لم يمنحني فرصة توديعه كما أحب. لروحه الرحمة والمغفرة، والعزاء، لعائلته ولنا.. لمحبيّه».
محمد...