في إحدى الجلسات، همس نجم معروف للصحافيين بأنه يدرس حالياً كل حرف يكتبه على صفحاته على السوشال ميديا، خوفاً من أن يكون مصيره كمصير زملائه الذين خسروا شريحة مهمة من متابعيهم. يستشهد الفنان بالمثل القائل «ما متت ما شفت مين مات»، ليبرهن أنه يفضّل الغياب عن التغريدات والتعليقات إلا في الحالات الضرورية، بعيداً عن السياسة.
هذا الوضع إستجدّ أخيراً على صفحات السوشال ميديا التي صنعت نجوماً «من كرتون»، فتهاوت مع الرياح السياسية التي هبّت في الفترة الأخيرة. مع فورة مواقع التواصل، ظهرت أساليب جديدة لطرد النجوم والاعلاميين الموزّعين على المؤسسات الاعلامية. خلال أشهر قليلة، أصبح الهاشتاغ هو سيّد الموقف الذي يحدّد مصير المقدّمين والفنانين، وبات النجوم يدرسون كل حرف يكتبونه خوفاً من إنطلاق هاشتاغ ضدّهم يطيح بهم شعبياً. يمكن القول أننا نعيش في «حرب الهاشتاغ» هذه الأيام، خاصة مع إندلاع الأزمة الخليجية والقطرية والسعودية اللبنانية. مع إعتقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمجموعة وزراء ونوّاب وأميراء أبرزهم مؤسس mbc وليد الابراهيم، إحتلّت هاشتاغات عدّة صفحات الناشطين. من هذا المنطلق، كان التفاعل مع الهاشتاغ أقوى من «الرصاص» كما يُقال، وحرّك قضايا قديمة فتحوّل لما يشبه «الثأر». البداية كانت مع أحلام التي أُعلن عن خروجها من برنامج «ذا فويس» الذي تبثه mbc بتغريدة كتبتها نوال الكويتية التي كشفت عن إنضمامها للعمل التلفزيوني الذي يفتش عن المواهب الغنائية. قرار الشبكة السعودية جاء بعد تغريدة أحلام التي قالت فيها «الا ليت الفن يعود راقيا كما عهدناه #بوح»، الذي عبّرت فيه عن رفضها لأوبريت «قولوا لقطر» التي حملت تهديداً للدوحة. فور تعليق نجمة «أراب آيدول»، إندلع هاشتاغ #احلام_تسيء_لفنانين_الامارات الذي أودى بمشاركة أحلام في العمل التلفزيوني الشهير. تفاعل الهاشتاغ كان كفيلاً بقلب «ذا فويس» رأساً على عقب وتقرّر إعادة تصويره مجدداً. لم تكن أحلام الوحيدة التي تمّت «التضحية» بها جراء هاشتاغ، بل كذلك الحال بالنسبة إلى علا الفارس (الصورة) التي أوقفتها قناة mbc أمس عن عملها. فقد غرّدت المقدمة الاردنية قائلة «ترامب لم يختر توقيت إعلان القدس عاصمة إسرائيل عبثاً، فبعد زيارته لنا تأكد أنّ العرب سيدينون الاعتراف الليلة ويغنون غداً هلا بالخميس». هذه الكلمات واجهها هاشتاغ #علا_الفارس_تسيي_للسعوديه، فأطاح بعمل الفارس. لم تستغرق عملية توقيف الاردنية إلا لحظات قليلة، ليستجيب القائمون على mbc للهاشتاغ ويتمّ تغييب الفارس هذه الفترة ريثما تهدأ الاوضاع. مع العلم أن هذه الحملات على الفنانين والإعلاميين مدروسة يقودها ناشطون متخصصون في حروب الفضاء. بإختصار، يتوقع أن تشهد الساحة الفنية المزيد من الحروب الافتراضية، وبين جولات الدعم والرفض ستتم التضحية بنجم أو إعلامي.