تنطلق اليوم الإثنين المحاكمة الثانية لنجم التلفزيون الأميركي بيل كوسبي (80 عاماً) في نوريستاون في ولاية بنسيلفانيا، ما قد يعيد خلط الأوراق في ملفّه الذي لم يتوصّل القضاء إلى أي حكم في شأنه لدى محاكمته مرّة أولى في حزيران (يونيو) 2017 في تهم تحرّش. يومها، خلص القضاء إلى وقف الملاحقات بحق كوسبي الذي كان من أشهر وجوه التلفزيون في بلده والعالم، وخصوصاً مع مسلسل «ذا كوسبي شو» بين العامين 1984 و1992. جاء ذلك بعدما ساد انقسام بين أعضاء لجنة المحلّفين الـ 12، إذ كان جزء منهم مقتنعاً بإدانته والجزء الآخر غير مقتنع بها.وتتهم أكثر من ستين امرأة بيل كوسبي بالاستغلال الجنسي على مدى عقود، لكن هذه الاتهامات سقطت بالتقادم، إلا أن ملفّ أندريا كونستاند التي تبلغ 45 عاماً لا ينطبق عليه مرور الزمن. فلاعبة كرة السلة السابقة هذه تتهم الممثل بأنّه اعتدى عليها جنسياً بعدما أعطاها عقاراً مخدراً في كانون الثاني (يناير) 2004. أتت هذه الاتهامات في سياق سيل من الفضائح الجنسية التي تكشّفت أخيراً، وفيما ساهمت حملة #أنا_أيضاً في تشجيع نساء كثيرات من ضحايا الاستغلال الجنسي من قبل أشخاص نافذين ومشاهير على الخروج عن صمتهن.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن دان فيلر، أستاذ القانون في «جامعة دريكسيل»، قوله إنّه «نحن في زمن أصبح فيه أعضاء هيئة المحلّفين، وفق ما أظنّ، يصدّقون الضحايا أكثر من ذي قبل».
وتشير وسائل إعلام عدة إلى أنّه من الأمور التي ستعقّد موقف كوسبي ومحاميه أنّ القاضي ستيفن أونيل وافق على الاستماع إلى شهادات خمس نساء يزعمن أنهن أيضاً وقعن ضحية استغلال جنسي من بيل بعدما أعطاهن عقاراً مخدراً، على أن يعطي القاضي بذلك زخما للاتهام، وفق المحامية جولي رندلمان التي تتولى منذ سنوات قضايا الاعتداء الجنسي أمام المحاكم. وتقول: «مواجهة خمس نساء لديهن اتهاماتهنّ سيكون أمراً صعباً».
في المقابل، لا يبدو فريق الدفاع لا في موقع المرتبك، وقد حاول رئيسه توم ميسيرو بكل الوسائل منع المحاكمة وصولاً إلى المطالبة بتغيير القاضي بداعي أن زوجته قريبة من منظمات الدفاع عن ضحايا التحرش الجنسي. وفيما تتجه الأنظار إلى هذا المحامي المعروف باستجواباته المضادة المربكة، يُتوقّع أن يثير مسألة تقاضي أندريا كونستاند مبلغاً من المال من كوسبي للتوصل إلى حلّ بالتراضي للقضيّة عام 2006، وقد ظلّ الاتفاق سرياً سنوات. كما أنّه قد يستدعي زميلة سابقة للمدّعية، يبدو أنها مستعدة للشهادة بأن كونستاند كانت تتباهى بجني المال على ظهر أحد المشاهير.
أما في حال فشل مساعي فريق الدفاع، فإنّ بيل سيواجه عقوبة تصل إلى السجن ثلاثين عاماً.