تنشغل وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الجمعة بقرار «مؤسف» اتخذته الممثلة الإسرائيلية ــ الأميركية نتالي بورتمان. أعلنت مؤسسة «جائزة جينيسيس» الإسرائيلية أمس الخميس عن إلغاء احتفالها الذي كان مقرّراً في حزيران/ يونيو المقبل بعدما أبلغتها بطلة فيلم «البجعة السوداء» (2010 ــ إخراج دارين أرنوفسكي) أنّها لن تحضر لاستلام جائزتها في ضوء «الأحداث الأخيرة» التي وقعت في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من دون أن تحدّدها. غير أنّها بالطبع تعني أحداث «جمعة الكاوشوك» التي وقعت في 6 نيسان/ أبريل الحالي في سياق مسيرة العودة على حدود قطاع غزة حيث اعتدت القوات الصهيونية على الشبّان الفلسطينيين المشاركين فيها، مخلّفة عدداً كبيراً من الجرحى والشهداء. وقد دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، أخيراً إلى إجراء تحقيقات في استخدام الجيش الإسرائيلي للذخيرة الحيّة في ذلك الحين، وهو أمر شاهده العالم بأمّ العين.ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنّ المؤسسة المانحة للجائزة التي تعتبر «نوبل اليهودية» أعربت في بيان عن «حزنها» بسبب قرار بورتمان، موضحة أنّ المتحدث باسم النجمة الهوليوودية البالغة 36 عاماً، قال إنّ «الأحداث الأخيرة محزنة جداً بالنسبة إليها، ولا تشعر بالراحة إزاء المشاركة في أي أحداث عامة في «إسرائيل»، كما لا يمكنها المضي قدماً في الاحتفال». وأبدى المنظمون تخوّفهم من أنّ تؤدي خطوة بورتمان إلى «تسييس مباردتنا الخيرية، وهو أمر عملنا بجدّ على مدى السنوات الخمس الماضية لتجنبه».
وكانت مؤسسة جائزة Genesis قد أعلنت في تشرين الثاني/ توفمبر الماضي أنّ بورتمان ستكرّم في العام 2018، وستحصل على جائزة مالية بقيمة مليون دولار أميركي تجيّرها لاحقاً لهدف إنساني. أما الهدف من الجائزة فهو «تحية أشخاص يسهمون في إلهام الأجيال المقبلة من اليهود من خلال إنجازاتهم المهنية المذهبة والتزامهم بالقيم اليهودية واليهود عموماً». يذكر أنّ الجائزة تأسست على يد رجل الأعمال الروسي اليهودي ميكايل فريدمان، وتجري بالشراكة مع مكتب رئيس وزراء العدو و«الوكالة اليهودية لأجل إسرائيل»، الجهاز التنفيذي للحركة الصهيونية.
لطالما أعربت بطلة فيلم Annihilation (إخراج ألكس غارلاند ــ 2018) عن فخرها الشديد بجذورها الإسرائيلية وتراثها الإسرائيلي وحبّها الشديد لـ «وطني إسرائيل»، الأمر الذي بدا جلياً في عمود الرأي القصير الذي نشرته في الصحيفة الإلكترونية Jewsnews، قائلة: «المكان الذي ولدت فيه، أكلت فيه قطعة البوظة الأولى، واستخدمت فيه المرحاض للمرّة الأولى. المكان الذي قضى جزء من أصدقائي ليالي فيه في الخنادق، وناموا والخوذ على رؤوسهم. المكان الذي لا تنقص فيه الوظائف في مجال الأمن. وهو غني بالأزهار الصحراوية والقصص الطلائعية. المكان الذي يشكّل فيه الصبر ذو الشوك والحلو المذاق رمزاً للإسرائيلية المثالية. المكان الذي تُدعى فيه الهجرة إليه «قدوماً» ومنه «هبوطًا»... وهو المكان الذي لم يولد أجدادي فيه، ولكنهم نجوا فيه».